طالب أهالي الجزيرة، الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالاهتمام ب»العين العودة»، وإعادة تأهيلها وترميمها من جديد، بجانب المواقع الأثرية في الجزيرة، للمحافظة على ما تبقى من آثار تاريخية. وناشد علي الداؤود، في العقد السادس، جمعية الخليج الأخضر، وشباب جزيرة تاروت، بمواصلة حملة «أحيوها»، التي بدأتها الجمعية بتنظيف وإعادة إحياء عيون المنطقة الأثرية، انطلاقاً من «العين الجنوبية» في صفوى، وعين «القشورية» في الجارودية. وقال إن «العين العودة» تستحق أن تكون ضمن خطة عمل الجمعية لإعادة إحيائها لينبع ماء العين، الذي توقف بعد أن كانت تسقي أهالي تاروت من المياه المعدنية، موضحاً أن ماءها كان «يرد الروح، ويزيل التعب والجهد»، وأنها كانت تروي نخيل وبساتين الجزيرة، قبل أن ينضب ماؤها قبل نحو 17عاماً، وتصبح حفرة مليئة بالمخلفات. وأضاف أن العين كانت مقصداً للغواصين والبحارة، من الساحل الشرقي، ودول الخليج، خاصة الكويت والبحرين، للاسترخاء والاستشفاء، لتميزها بمياه معدنية، تبعث الراحة في أجسامهم بعد عناء العمل. وذكر الداؤود أن «العين تاريخية، وذات طراز معماري مميز، بناها العمالقة، كما يقول أجدادنا»، لكنها مهملة منذ وقت طويل. وأضاف «الآن، نكاد نخسر أحد المعالم التراثية، التي فيها منفعة للبلد»، مؤكداً أنه يجب المحافظة على هذا المعلم، الذي بدأ يزول، بعد أن طاله الإهمال وعدم الاهتمام، مشيراً إلى أن على هيئة السياحة والآثار إدراك ما يمكن إدراكه، والعمل بجد للانتهاء من مراحل ترميم وتهيئة المواقع الأثرية في جزيرة تاروت. من جهته، أوضح المدير التنفيذي لجهاز هيئة السياحة والآثار في المنطقة الشرقية عبداللطيف البنيان أن «العين العودة»، الواقعة في قلعة تاروت، تمثل جزءا لا يتجزأ من الموقع الأثري للقلعة الشهيرة، مشيراً إلى أن العين ضمن برامج إعادة التأهيل التي تبنتها الهيئة، ومن ضمن الأعمال التي قامت بها الهيئة هي إعادة تهيئة العين، حيث تم تنظيفها من الأوساخ والشجيرات العالقة فيها، وإعادة ترميم وتأهيل السور المطل على العين. وقال: بعد عملية التنظيف ارتفع منسوب الماء في العين، إلا أن التقارير الفنية أوضحت أن تلك المياه ليست دائمة، مما يدل على أنها مياه متأثرة بموسم الأمطار مثلاً. وأكد أن الهيئة تبنت إعادة تأهيل وترميم الدكاكين المجاورة للعين، نظراً لأهمية هذا الموقع، وإعادة القهوة الشعبية المطلة، كخطوة هامة ضمن مراحل تأهيل الموقع. يذكر أن «العين العودة» تقع بجانب قلعة تاروت، وتعد أقدم عيون واحة القطيف، وكانت موجودة قبل أكثر من أربعة آلاف عام، وبناها «العمالقة»، الذين سكنوا هذه المنطقة، بطريقة فنية هندسية، وكانت تسقي الجزيرة بأكملها، وتحتوي على مياه معدنية، يقصدها المرضى للاستشفاء، حسب رئيس البعثة الدانماركية، التي نقبت في المنطقة، جيوفري بيبي، في كتابه «البحث عن دلمون». وكانت «العين العودة» خاصة بالنساء في الماضي، حيث كن يغسلن ملابس أسرهن، وفيما بعد استخدمت من قبل الصبيان. وكانت العين، سابقاً، مليئة بالضفادع والحوارسين (سمك صغير)، كما وجد فيها بعض الأسماك الكبيرة في بعض الأحيان. « العين العودة« في تاروت وفي الإطار حديث كبار السن من الأهالي عن « بلدة تاروت القديمة« (تصوير: علي العبندي)