أعادت هيئة السياحة والآثار الحياة إلى عين "العودة الأثرية" في جزيرة تاروت بمحافظة القطيف بعد 30 سنة من توقفها، وذلك بعدما استعانت بفريق يضم 12 شاباً سعودياً يعملون الآن على تنظيف وتهيئة العين، بعد أن ظلت مهملة لفترة طويلة من الزمن. واستطاع الشبان إعادة تدفق المياه للعين بجهود كبيرة بذلها الفريق الذي يعمل على إعادة تهيئة العين وإبرازها لجعلها منطقة جذب سياحي ضمن مشروع هيئة السياحة والآثار لتطوير قلعة تاروت الأثرية والمنطقة المحيطة بها. وأوضح نائب رئيس الهيئة لشؤون الآثار والمتاحف الدكتور علي الغبان إلى "الوطن" أن العين الأثرية تخضع الآن لعملية إعادة تهيئة لجعلها معلماً سياحياً بالمنطقة، وأن الأعمال مازالت مستمرة فيها حيث يقوم شبان سعوديون من أبناء محافظة القطيف تم التعاقد معهم بإعادة تأهيلها وترميم الموقع. من جانبه، أكد باحث الآثار عبدالرسول الغريافي أن "عين العودة" تعتبر كبرى العيون بجزيرة تاروت التي يشاع بين سكان الجزيرة أن العمالقة هم من بنوها بسبب مساحة قطرها الواسعة بالنسبة للعيون القديمة، إضافة إلى شكلها الفريد الذي يقترب من المثلث، مشيراً إلى أن ماءها قد غار منذ أكثر من 40 عاماً حتى غدت جافة تماماً، إلا أن موسم الأمطار الذي جاوز 6 ملم هذا العام أثر عليها فعادت المياه إليها حتى قاربت ارتفاع ثلاثة أمتار، تتأثر بحركة المد والجزر في البحر الذي لا يبعد مسافة كبيرة عنها، كما عادت المياه إلى العديد من العيون الأخرى في المنطقة. وأضاف الغريافي أنه على الجانب الآخر من القلعة تقع عيون "باشا، هرهر، عوينة" التي كانت تمتاز بمياهها الصالحة للشرب وهي جميعاً أصغر من عين العودة وجفت، إلا أن الأشجار التي يطلق عليها السكان المحليون "القطينية" تكشف عن وجود مجاري مياه لم تجف، فهي لا تنمو إلا عليها. وتضم القطيف حوالي 350 عيناً مشابهة لهذه العيون منها ما يستخدم للشرب وبعضها للسباحة وأخرى للعلاج فهي تمتاز بأنها مياه معدنية.