عثر فريق البحث والتنقيب في الهيئة العامة للسياحة والآثار، على أعمدة وأسوار في الأرض، التي شهدت الأسبوع الماضي، اكتشاف مقبرة قديمة في بلدة دارين (محافظة القطيف) يُرجح أنها تعود إلى الحقبة الزمنية ذاتها للقبور. وفيما يواصل الفريق أعماله في البحث والتنقيب عن أي آثار جديدة في المنطقة، بدأ أمس، نصب حواجز معدنية حول المنطقة الأثرية، تمنع وصول المتطفلين، ولحماية الآثار من أي اعتداء. إلى ذلك، قام رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة الشرقية الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبدالله، أمس، بزيارة إلى المناطق الأثرية في جزيرة تاروت، تضمنت قلعة تاروت، وبلدة دارين، خصوصاً المنطقة الأثرية المكتشفة حديثاً. واستمع إلى شرح مُفصل عن هذه الآثار، قدمه مدير متحف الدمام الإقليمي عبد الحميد الحشاش. وينتظر أن تبدأ «هيئة السياحة والآثار» في تطوير قلعة تاروت الأثرية والمنطقة المحيطة فيها، التي تشمل عين العودة الأثرية، والسوق الشعبية، ومنازل قديمة في منطقة الديرة. إضافة إلى التنقيب عن الآثار التي يرجح وجودها في هذه المنطقة التاريخية العريقة. فيما كان مقرراً أن تبدأ عمليات التنقيب منذ فترة طويلة، بيد أنها تأخرت منذ نحو ثلاثة أشهر، بسبب «الظروف الأسرية للشريك الأميركي في التنقيب». وكانت قلعة تاروت تعرضت منذ فترة طويلة إلى إهمال، على رغم الوعود المتكررة من المسؤولين بترميمها، إلا ان نائب مدير «هيئة السياحة والآثار» لشؤون الآثار الدكتور علي الغبان، أكد في تصريح سابق ل «الحياة»، ان هذا الموقع «شهد الكثير من عمليات الترميم السابقة. وبذلت جهود معينة من قبل، لصيانة القلعة وتأهيلها، والآن جاء دور الهيئة لتأهيلها والمناطق المحيطة فيها، وتحويلها إلى مناطق تستقطب الزوار». وأكد ان موقع قلعة تاروت «سيكون في صدارة الاهتمام، لما له من عمق تاريخي، يعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة». وعن عملية التطوير، قال الغبان: «ستكون شراكة مع جهات عدة، وأولى الخطوات ستكون ترميم إنقاذي للقلعة، خصوصاً في الأجزاء السفلى، إضافة إلى تنظيف عين العودة، وإبراز الواجهة الرئيسة المُطلة على الشارع الرئيس، وإزالة عناصر أدخلت على الموقع، تسببت في الحيلولة دون رؤية القلعة من بعض الجهات، إضافة إلى تطوير السوق الشعبية الموجودة في المكان. ولا زالت باقية، ولكنها مُهملة حالياً». وأضاف «يمكن ان تساهم هذه السوق في جذب السياح السعوديين، خصوصاً ان تاروت تملك الكثير من المفردات التي يمكن ان تُسوق، إضافة إلى تطوير المقهى الشعبي، وربما يتم إنشاء مركز استقبال، خصوصاً ان الزائر يحتاج إلى مشاهدة فيلم قصير، لتعريف الزوار بالمكان. كما سيتم تركيب لوحات إرشادية، إضافة إلى عرض أفلام وثائقية وملفات صوتية، سيتم توفيرها ووضعها ضمن برامج، بالتعاون مع الجهات الأخرى، خصوصاً أعضاء المجلس البلدي، الذين اجتهدوا ووضعوا تصوراً معيناً لتطوير موقع القلعة. ونعمل حالياً على ان يكون هذا التصور المبدئي متوافقاً مع متطلبات العمل في المواقع الأثرية». وذكر ان رؤية الهيئة تقوم على «تطوير جزيرة تاروت كافة، ليشمل البلدة القديمة. ويجب أن تكون هناك مخططات رئيسة، وفي حال البدء في جزء معين، لا بد ان يتوافق مع الأجزاء الأخرى».