تطالب المراسلة في إحدى مدارس جدة المتوسطة عزيزة نور بتعديل السلم الوظيفي للمستخدمين، حتى يمكّن المستخدمين والمراسلين في المدارس، تحسين أوضاعهم، والحصول على الترقية التي يرغبونها إذا كانوا يستحقونها، وتتساءل عن سبب توقف السلم الوظيفي عند الدرجة 31 بحسب القانون الصادر عام 1977، الذي ظل حتى وقتنا الحالي دون تعديل. تجاهل الشهادات وتضيف عزيزة»أفخر بكوني مستخدمة، فقد تعلمت الإنجليزية وحصلت كذلك على رخصة قيادة الحاسب الآلي، إضافة إلى أنني أصدرت مجلة مدرسية لطالبات المدرسة التي أعمل فيها واسمها» أقلامهن»، طبعتها على حسابي الخاص كي أشجع الطالبات على التعبير عن آرائهن، و مشكلاتهن، فأخرجنا منها ثلاثة أعداد، بينما كنت مستخدمة، ثم مراسلة، وآمل من وزير التعليم تبني مجلة» أقلامهن»، كي يقارب عدد صفحاتها، بقية المجلات المعروفة، وأن أصبح رئيسة تحريرها». وتذكر عزيزة وهي أم لثمانية أطفال أنها حصلت على وظيفة مستخدمة عام 1428، وأخبرت آنذاك بعدم اعترافهم بشهاداتها، رغم أنها حاصلة على عدة شهادات، ودورات، مثل الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي، واجتازت دورات تدريبية في اللغة الإنجليزية، وهي حالياً طالبة منتسبة في كلية الإدارة والاقتصاد بقسم التنظيم والتطوير الإداري. أعمال النظافة وتبين نور أن زوجها كان يعمل صباحا في شركة، ثم يقصد شركة أخرى يعمل بها مساء، حتى يوفر لعائلته لقمة عيش كريمة، وعندما علمت بوجود شواغر في الرئاسة العامة لتعليم البنات، لتوظيف حارس مع زوجته تقدما للعمل هناك، واعتبرا أن أي عمل شريف، لا يعيب صاحبه، وبعد فترة تغير مسماها الوظيفي من» مستخدمة»، إلى» مراسلة مكتبية»، ومع ذلك ظلت تمارس أعمال النظافة في المدرسة، لأنها «زوجة الحارس»، إلا أنها بالصدفة، وبينما كانت تتابع منتدى موقع الوزارة، وضعت تساؤلاً في قسم شؤون الموظفين بالمنتدى» أنا مراسلة مكتبية هل علي تحمل أعمال النظافة؟»، فجاءها الرد من الرياض» إذا كان مسماك مراسلة مكتبية فليس عليك تحمل أي جزء من أعمال النظافة»، وفوجئت حينها أن عملها يقتصر على نقل الأوراق من المدرسة إلى مكتب إدارة التعليم. نظرة دونية وتعاني نور جراء النظرة الدونية من قبل بعض الموجهات الزائرات أو أمهات الطالبات لها حيث يظنونها غالباً معلمة في المدرسة، إلا أنهن عندما يعرفن أنها زوجة الحارس، تتغير ملامح وجوههن، ولكنها لا تكترث لهن. وتوضح نور أنه حين بدأت المدرسة التي تعمل فيها تطبيق نظام» نور» المركزي مع بقية المدارس، في نهاية السنة الماضية، وكانت المدرسة حينها تعاني عجزاً بسبب انشغال معظم المعلمات، أوعدم درايتهن باستخدام الحاسب الآلي، فتطوعت نور كونها تحمل الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي، لإدخال بيانات ثمانية فصول، في يوم واحد فقط، وحصلت على شهادة شكر، واقترحت المديرة هذا العام، تعديل مسمى نور الوظيفي لتصبح» مدخلة بيانات»، لقناعتها التامة باستحقاقها له. لجنة تقييم تتمنى عزيزة إكمال دراستها الجامعية، وأن تسافر لأخذ دورة في اللغة الإنجليزية، لتحسين لغتها، فهي تحب تطوير ذاتها، وتساعد المعلمات في تثبيت البرامج وإصلاح ال» آي فون»، والإنترنت، كما تحلم أن تصبح معلمة أو إدارية، معتبرة النظرة الدونية أبرز ما يؤلمها، رغم أنها سعيدة بعملها لتوفير لقمة العيش لأبنائها، المتفوقين. وتكمل» أنا لا أستخف بهذه المهنة، لكن النظام يخنقني لأنه يحصر عملي في هذه المرتبة، ولا يمنحني أي فرصة للترقية، وأنا أريد أن أعمل وأخدم بلدي». وطالبت نور بلجنة لتقييمها، حتى تقيس قدراتها الحقيقية، وتختبر أداءها، فهي تحلم بالخروج من قوقعة المستخدمين. وتذكر أن زوجها دعمها كثيرا، حيث كان يدرس في قسم الجغرافيا بجامعة الملك عبدالعزيز لكنه ترك الجامعة بعد سنتين، حتى يعمل ويصرف على العائلة التي تضم ثمانية أبناء، ولكنه يطلب منها باستمرار أن تنجح، ثم تساعده كي ينجح معها.