عندما يصل الإنسان إلى المرحلة التي من المفترض أن يصبح فيها واعياً ومدركاً، ولديه حس تام بالمسؤولية، ولكنه لا يأبه لها، ويفعل ما يناقض مقتضيات هذه المرحلة، فهذه حماقة! وما نراه في صروحنا العلمية، سواء الجامعات أو المدارس، من إلقاء المخلفات في غير أماكنها، أو تعمد الضجيج والضوضاء، وتشويه الجدران بالكتابة، وغيرها من تصرفات عشوائية، تضر بممتلكات الجامعة، من تكسير وتخريب، فذلك ينافي تماماً ما ينبغي أن يتربى عليه الطالب في بيته، وما شرعت به العقيدة الإسلامية، التي لطالما حرصت على صقل الأنفس على أنبل السلوكيات، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”. هذه التربية الإسلامية لو طبقناها حقاً، لأغنتنا، وصرفت عنّا كل سلوك يضر بحقوق الغير، وتجعل منا مجتمعاً واعياً، ذا خلق ومهذب. نحن نقدر أنّ البعض يواجهُ ضغوطاً نفسية، سواءً كانت من الدراسة، أو بما يواجهه في حياته، فيترجم ذلك بالكتابة على الحائط، أو بالتكسير والعبث بممتلكات الجامعة، ولكن ذلك لا يبرر له أن يفعل ما لا يليق به! كما أنه لا يمثل سلوكاً حضارياً، بل لابد عليه أن يتحلى بالانضباط، ويعقّب على سلوكياته وتصرفاته، من منطلق الشعور بالرقابة الذاتية، والحرص على رقي الذات.