كان الرجل يطلِّق الزوجة فأصبحت تخلعه خُلعاً ثم تحتفل بذلك حتى خشي أصحابنا الزواج وهابوه. حدثنا بعكور عن طنطفة عن بعجر: اختر إمرأة أمية مستكينة، في أهلها ضعفٌ ولديهم حاجةٌ. وتجنَّب المتعلِّمة فإن صوتها قويٌّ تخلعُك إن لم يعجبها حالك. والخالعة هي من تنبذ زوجها فكأن العصمة بيدها. وتزوَّج أبو الكروش الأصلعاني من طبيبة في البيمارستان ومنحها العصمة فقيل له: ألا تستحي أنت الرجل وبيدها العصمة؟ قال: أخشى أن تخلعني فليحقني العار أبداً. وكان برطعان الفاسق يكاد يتزوج إمرأة إلا خلعته فشاع ذلك عنه وانتقده أهله فقال: بل هو الخير كله أتمتع بها زمناً فإذا مللتها آذيتها حتى تخلعَني فاسترد حديقتي لزوجة جديدة. أليست هذه هي المتعة المجانية؟ وسمعت عطيس بن براجون يقول: لم يكثر الخُلع إلا حين استنعم الرجال فشابهوا النساء فإذا أرادوا إحياء الرجولة فيهم كان نصيبهم الخُلع. رحم الله زمناً كان الفصل بيننا وبينهن لا لبُسَ فيه. وقال آخر: كان سلاحنا بيت الطاعة إن عصت أو تذمَّرت الزوجة، ثمّ التعدُّد تأديباً واستمتاعاً بالتنوع فأضحى سلاحهن الخُلع. سبحان مبدِّلَ الأحوال فتجنَّبوا المدن وأهلها ولاتدعوا نساءكم يجالسن الناشطات واحذروا التلفزيون والإنترنت فإنهما يفتحان العيون ويعلِّمان النساء الجرأة. وسألت خنبزة المرطماني، وكان ثرياً مزواجاً: لماذا كلُّ نسائك من خارج التخوم؟ قال: حتى لاتتجرأ إحداهن على خُلعي فإن أبدت نُشوزاً كان مصيرهن الترحيل. وكان لدى صاحبنا حبنظر ولد أنيسة أربع زوجات فاجتمعن على خُلعه فقال له القاضي: هذه شهادة راجحة ثمَّ أمر بخُلعهن. ودعا هبنقة: اللهم استر علينا، غزانا الخُلعُ وبدأت طلائع مؤخرالعقد فلم يعد لنا من الرجولة سوى المظهر إن وجد!