قال الباحث في الآثار، الدكتور تنيضب الفايدي، إن من الخطأ الشائع الاعتقاد بأن سيل وادي العقيق في المدينةالمنورة يأتي من الطائف، داعياً إلى تصحيح هذا الخطأ في كتب التاريخ. وأوضح مدير الإدارة العامة للتربية والتعليم في المدينةالمنورة سابقاً، في محاضرة له بعنوان “وادي العقيق بين التاريخ والأدب” ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الكتاب والمعلومات ال29 في الجامعة الإسلامية بالمدنية المنورة، أن وصف جغرافية وادي العقيق، من جبال أو صحراء أو منعرجات، تعطي الأرضية لكل المعلومات التي تأتي كالمعلقات مثلاً، فلا توجد معلقة إلا وترتبط بجبل أو بموقع. وعدّد الفايدي أسماء العقيق الموجودة في المدينةالمنورة، وهي عقيق الحضيض ومزينة وعقيق الوادي المبارك والعقيق الكبير، مركزاً على العقيق الذي يقع ما بين جبل عير وحمراء الأسد، قبل أن يعرّف معنى العقيق بأنه “عقّ الأرض، وهو كل وادي أو مسيل يعقّ الأرض”، موضحاً أن في الحجاز سبعة أعقّة، منها: العقيق الشرقي، وعقيق الطائف، وعقيق العشيرة. وقال الفايدي إن معظم أهل المدينة إذا رأوا وادي قناة قد سال، قالوا إنه يأتي من الطائف، وهذا خطأ علميّ نقله كل شخص عمن قبله، مثل السمهودي الذي نقله عن الفيروز أبادي، والمصدر كان عمر بن شَبّة، في حوالي المائتين هجرية. وأوضح الفايدي أن هناك خطأ ثانياً يقع فيه البعض، وهو “أن صخراً أخو الخنساء مات بالعقيق، وهو خطأ، لأن بلاد بني سليم بعيدة، وهي في حرة بني سليم، وتصل إلى400 كيلو على اليسار باتجاه جدة حتى تصل وادي أَرِن، وكان من الصعوبة بمكان أن يأتي أحدهم المدينة إلا عن طريق الشعبة”، لافتاً إلى أن “صخرا لم يمت هنا، لأنه لا يمكن أبداً في ثمان مراحل أو أيام أن تنقل الجثة من عقيق المدينة وتصل إلى صُفينة أو تصل الجزء الشمالي من وادي العقيق (عقيق عشيرة) والمصادر تؤكد دفنه في أرض قومه، مستشهداً بقصائد للخنساء تؤكد قوله. أثناء المحاضرة