موضوعي اليوم ليس بالجديد فقد مل القارئ من تكرار سماعه، وملله ليس بسبب أن الموضوع ليس ضرورياً، بل لأن الحلول أصبحت كسراب على حافة أرض قفر لا ماء ولا شجر، ولا بصيص من جذوة نار أو خبر، موضوعي يا سادة يا كرام عن استراحات السفر، وما أدراك ما استراحات السفر على طرقنا القارية الطويلة التي وحسب ما ذكرت وزارة النقل في موقعها على الإنترنت تبلغ 59 ألف كيلو متر، ولكي نستوعب هذه المسافة فهي تقدر بثلاثة أضعاف المسافة بين أبعد نقطتين على وجه الأرض، أما السالكون فهم بلا شك يشكلون أيضا كثرة استثنائية خاصة للطرق الدولية بسبب وضعية المملكة في كونها مهوى أفئدة المعتمرين والحجاج من كل البلدان الإسلامية المجاورة ناهيك عن العابرين بين المدن الرئيسية من المسافرين المحليين. هذه الشبكة من الطرق السريعة لا يوجد ما يضاهيها من استراحات للمسافرين يجد فيها المسافر فرصة لأخذ قسط من الراحة، بل على العكس تماما، فالموجود حاليا لا يعدو عن كونه محطات بترولية للتزود بالوقود وأغلبها يغذى بمولدات كهربائية ذاتية، تشعر مرتاديها ليس بالراحة ولكن بالخوف والقرف وبالرغبة في مغادرتها والعودة للطريق في أسرع ما يمكن. تشخيص هذه الثغرة الكبيرة لدينا يمكن اختصاره في عدم وجود جهة واحدة معنية بالأمر، وضياع المسؤولية بين جهات عدة، ويمكن اختصار معالجته أيضا ليس بمزيد من التعقيدات واللجان والدراسات، بل أن تضطلع هيئة السياحة بهذا الملف وتقسم الطرق إلى نطاق امتيازات تطرحها في منافسات عامة وترسيها بشكل عاجل لتصبح واقعا يوفر استثمارات مربحة ووظائف جديدة لأبنائنا، وينقلنا من وضع مخجل ينتقدنا فيه السائح الزائر قبل السائح المحلي إلى وضع حضاري مشرف.