أكثر من مرة سافرت بطريق البر من الطائف أو من جدة للرياض .. وأيضا أكثر من مرة عدت منها عن طريق البر. وعلى مدى خمسين عاما وأنا أشرف بالسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والصلاة في المسجد النبوي الشريف حينا بعد حين من كل عام، لم يحدث إلا في مناسبات لا تزيد عن أصابع اليدين سافرت بالطائرة ذهابا أو إيابا، فالبر عادة طريقي للمدينة المنورة، ومنها منذ أن كنا نسير في الطريق القديم، وحتى الجنوب من الطائف للباحة ومنها لعسير، أو مكةالمكرمة للباحة ذهابا وإيابا، أو من الطائف ل بالحارث وبني مالك وما وراءهما كانت السيارة وسيلتي للذهاب والعودة. وحتى من المنطقة الشرقية بدأت الرحلة من الظهران فالحسا إلى الرياض. جميع هذه الرحلات وعلى مدى خمسين عاما لم أجد بكل أسف في أي طريق مررت به استراحة يمكن قضاء وقت بها لما هو عليه وضعها من سوء وما بها من عفن!! وأسوأ من السوء نفسه الحمامات التي تنفر النفوس من الاقتراب منها فضلا عن قضاء الحاجة، أو حتى الوضوء بالماء فيها!! صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أكد فيما نشرته «عكاظ» بالعدد 16186: «أن وضع استراحات الطرق في المملكة مخجل، وأن الهيئة بدأت في دراسة وضع النزل الريفية والاستراحات والشقق المفروشة، لتوفير بيئة وقاعدة متينة للخدمات ومحفز لتطوير الخدمات السياحية، وشدد على أنه لا يمكن القبول بألا يجد المواطن السعودي خدمة مميزة في القطاع السياحي في أية مدينة أو محافظة». ويقول سموه: «بدون الطرق المهيأة واستراحات الطرق التي تستقبل المواطن ويشعر أنه في بيته، فلن تتحرك السياحة الوطنية كما يجب لها، وانطلاق خدمات النقل وتيسيرها على المواطن وحصوله على المقاعد والإركاب في جميع وسائل النقل تعد قضية أساسية لا بد أن تتم لتنطلق السياحة الوطنية، وانطلاق الوجهات السياحية على مستوى المملكة». إن تصريح سمو الأمير سلطان بن سلمان يؤكد الحقيقة المتعارف عليها أنه بدون خدمة جيدة، وطرق تتوفر بها وسائل الراحة لا يمكن للسياحة أن تنطلق. الدكتور سعد عطية الغامدي وصف حالة الاستراحات وما يجب أن تكون عليه فيما كتب بالعدد 16188 بهذه الصحيفة في مقاله اليومي (للحروف لسان) وكان مما قال: كان كثيرون بعد رؤية أحوال الاستراحات يفضلون تحمل مشقة السفر على التوقف للأكل أو لقضاء حاجاتهم لأن الحال لا تسر أبدا، الذين يسافرون إلى دول أقل مسافات من طرقنا وأقل أحوالا اقتصادية من أحوالنا يجدون استراحات أفضل بكثير وتحسن على نحو مستمر، أما هنا فإن الأمور تتوقف عن التحسن بل ربما تسوء، هناك شركة مساهمة لهذه الغاية وتلقت مبالغ مجزية من الدولة لكنها لم تقدم ما يعتبر مجزيا لمن تضطرهم أمور السفر إلى التوقف في هذه الاستراحات. ربما يطلق وصف رئيس الهيئة العليا الروح في الخروج بأحوال الاستراحات من «مخجلة» إلى «مجملة» بحيث يجد المسافرون فيها الراحة والمتعة والطمأنينة، وتخضع لما تخضع له مراكز الخدمة من استبيانات ومن مساءلة أيضا، وتسهم بذلك في جعل السفر البري رحلة تحمل ذكريات جميلة، وتضيف قناة إلى قنوات الاستثمار السياحي. هذا ما يأمله الجميع وبالله التوفيق. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة