هذا وصف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لاستراحات الطرق السريعة في المملكة ، وهو وصف يليق بها تماما لكنه يحمل الكثير من التهذيب لأنها أسوأ من ذلك بكثير. كأنها على حالها مذ ظهرت إلى الوجود استراحات على الطرق السريعة: محطة بنزين ملحق بها بقالة ومطعم يحمل المسمى فقط وغرف لا تحتمل النفس المرور بها ناهيك عن الإقامة فيها. أثناء حرب الخليج الثانية وتوقف حركة الطيران وسفر أكثر الناس برا من المنطقة الشرقية ومن الرياض إلى المنطقة الغربية انكشف لكثيرين ممن يسافرون برا للمرة الأولى إما في الحافلات أو في سياراتهم الوضع الذي تتمتع به هذه الاستراحات من رداءة. كان كثيرون بعد رؤية أحوال الاستراحات يفضلون تحمل مشقة مواصلة السفر على التوقف للأكل أو لقضاء حاجاتهم لأن الحال لا تسر أبدا. الذين يسافرون إلى دول أقل مسافات من طرقنا وأقل أحوالا اقتصادية من أحوالنا يجدون استراحات أفضل بكثير وتحسن على نحو مستمر ، أما هنا فإن الأمور تتوقف عن التحسن بل ربما تسوء. هناك شركة مساهمة لهذه الغاية وتلقت مبالغ مجزية من الدولة لكنها لم تقدم ما يعتبر مجزيا لمن تضطرهم أمور السفر إلى التوقف في هذه الاستراحات. ربما يطلق وصف رئيس الهيئة العليا الروح في الخروج بأحوال الاستراحات من (مخجلة) إلى (مجملة) بحيث يجد المسافرون فيها الراحة والمتعة والطمأنينة ، وتخضع لما تخضع له مراكز الخدمة من استبيانات ومن مساءلة أيضا، وتسهم بذلك في جعل السفر البري رحلة تحمل ذكريات جميلة ، وتضيف قناة إلى قنوات الاستثمار السياحي.