شهدت أولى جلسات محاكمة 75 متهما فى مذبحة استاد بورسعيد، التى راح ضحيتها أكثر من 73 مشجعا لكرة القدم نهاية يناير الماضي، مشادات بين دفاع المتهمين وهيئة المحكمة اضطر معها رئيس محكمة جنايات بورسعيد، المستشار إميل حبشي، إلى رفع الجلسة المنعقدة في مقر أكاديمية الشرطة في القاهرة مرتين. بدوره، أكد ممثل النيابة، خلال تلاوته لائحة الاتهامات أمام هيئة المحكمة، أن ما جرى في استاد بورسعيد «كان مدبراً من جانب بعض روابط مشجعي النادي المصري، وبعض الخطرين ومحترفي العنف والبلطجية، وأن الاستاد كان ممتلئاً بالأسلحة البيضاء مختلفة الأنواع والمواد المفرقعة، وأن قطع الإضاءة عن أرض الاستاد كان متعمداً». وأوضح أن التحقيقات أثبتت إلقاء عددٍ من مشجعي النادي الأهلي من أعلى المدرجات، وأن السبب الرئيس في وفاة القتلى هو حالة الترويع والبلطجة التي قام بها الجناة وما أحدثوه من فزع أدى إلى تدافع جماهير النادي الأهلي ومعظمهم من الشباب. وقال إن التحقيقات أكدت أن المتهمين من رجال الشرطة ومسؤولي النادي المصري يتحملون المسؤولية الجنائية عن جميع نتائج هذا الحادث، لتسهيلهم دخول أعداد غفيرة إلى الاستاد تزيد على العدد المقرر، دون تفتيشهم وعدم منعهم دخول الأسلحة والأدوات التي استُخدِمَت فيما تم ارتكابه من جرائم وسماحهم بوجود الجناة في داخل الملعب بالقرب من مدرج جمهور النادي الأهلي، وتركهم يحطمون أبواب أسوار الملعب، وإحجامهم عن حفظ الأمن وحماية الأرواح ومنع وقوع الجرائم.من جانبهم، نفى جميع المتهمين ما هو منسوب إليهم من اتهامات ودفعوا ببراءتهم وعدم ارتكابهم لأي من الاتهامات التي أسندتها إليهم النيابة العامة. في المقابل، أعرب رئيس النيابة العامة، المستشار محمود الحفناوي، عن رفض النيابة واستنكارها الشديد لقيام عدد من المتهمين بالتهجم على النيابة ووصفها بأوصاف لا تليق على الرغم من كونها هيئة قضائية. ووصف المستشار الحفناوي النيابة العامة بأنها خصم شريف في الدعوى، وأنها قامت بالتحقيق في القضية بصورة كاملة وأتاحت لجميع المتهمين فيها أن يدافعوا عن أنفسهم والرد على ما هو منسوب إليهم من اتهامات وتحقيق كل الأدلة إعمالًا للحق القانوني والدستوري لهم، مشددًا على أن النيابة لا تقبل بصورة مطلقة أن يتم التعرض إليها.من جهته، اختصم المدعى بالحق المدنى فى القضية، المحامي البارز رجائى عطية، كلاً من وزير الداخلية، ورئيس النادى المصري، ورئيس اتحاد الكرة ورئيس المجلس الأعلى للرياضة. وطالب المحامي محمد خالد أحمد مختار، الذى فقد نجله الوحيد فى أحداث استاد بورسعيد، بالانضمام إلى طلبات رجائى عطية، وأضاف عليها اختصام المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.وأمام المحكمة، رددت جماهير النادي الأهلي العديد من الهتافات المنددة بمذبحة بورسعيد ورفعت صور قتلى استاد بورسعيد، فيما قررت هيئة المحكمة تأجيل الجلسات في القضية إلى الخامس من شهر مايو المقبل.