راودت عضوة مجلس إدارة نادي تبوك الأدبي سها النزاوي فكرة، حين رأت طالبات النور الكفيفات، يدخلن في صفوف الدمج لمادة «الفنية»، ويخرجن دون أن يستفدن من المادة، لأنها تعتمد على الألوان والرسومات. وقالت النزاوي ل»الشرق»: «اهتممت بهذه الفئة لكوني منها»، وأصرت عضوة «أدبي تبوك» التي تعاني من العوق البصري وتعمل معلمة تربية خاصة بتبوك، على وضع مفردات لمنهج الفنية يناسب الطالبات. وأوضحت النزاوي: «بدأت بمناقشة زوجي خالد النزاوي، وسألته إذا كان بإمكان الطالبة الكفيفة الرسم، ففكرنا بجهاز له آلية معينة ترسم فيه الكفيفة كلياً، وتستطيع الحفر والنحت على الخشب والرخام الصناعي والفيبر جلاس، فاستطعنا تصميم الجهاز من هذه الفكرة. وعملنا سوياً، وطبق زوجي الجهاز عليَّ شخصياً، واستطعت من خلال مشروع تدريبي صممناه إتقان أشياء كثيرة من هذا الجهاز، فعملت مجسمات ورفوف من الجبس ثبتها على الجدار وأبدعت فيها، وكان لزوجي بعض اللمسات فيها فهو نحات ورسام. وذكرت النزاوي أن المشروع يأتي على مرحلتين، الأولى تختص ب»كفيف كلي»، والثانية «كفيف بقايا إبصار»، وأضافت: «أتمنى أن ينفَّذ المشروع؛ حتى يكون الكفيف عضوا فعالا ويستطيع الإنتاج، ولا يكون عالة على المجتمع، ونثبت للعالم كله أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تهتم بهذه الفئة». وأكدت النزاوي أن عمل زوجها كخبير فني بالرخام الصناعي ورسام ونحات، ساعدها كثيراً في مشروعها، وقالت: «ينتج لي أحيانا بعض القوالب، ولابد من دورة مكثفة لفريق العمل لنشر هذا المشروع، وستشتمل الدورة على قواعد السلامة، وتشمل كيف يدرب المتدرب الطفل الكفيف على العمل والإنتاجية»، مشيرة إلى أنها أطلقت على مشروعها «بصيرة خادم الحرمين الشريفين»، تأكيداً لقرار خادم الحرمين لمراعاة ظروف ذوي الاحتياجات الخاصة؛ لأنه حريص على هذه الفئة. وبيّنت عضوة «أدبي تبوك، أن المشروع يحتاج إلى من يتبناه ليرى النور، وهو يعتمد على توفير خامات وفق قوالب معينة يشتغل عليها الكفيف ليخدم نفسه، ويعتمد على تدريب وتوفير مكان وخامات رئيسة وأساسية لإنجاز هذه الأعمال، وقد يستغرق التدريب عليه شهرين أو ثلاثة على حسب مقدرة الكفيف؛ لأن تعليم الكفيف يكون باللمس، والمنتج يكون وسائل تعليمية وأشياء جميلة يستفيد منها الكفيف دون الحاجة لغيره، مشيرة إلى أن الفئة المستهدفة في هذا المشروع هم الطلاب والطالبات (كفيف كلي) من عمر (7-12) سنة مبدئياً. يذكر أن النزاوي اضطرت لمواربة خيبة أملها من خلال دموع وبكاء صامت، بعد أن أيقنت أنها فشلت في إيصال رسالتها للحاضرين في ملتقى حاتم الطائي مؤخراً، بخصوص فكرة ذلك المشروع الموجهة للكفيفين. ولم تستطع خلال دقيقتين منحتا لها للمداخلة أثناء نقاش المحور الرابع للملتقى، الكشف عن برنامجها، الذي تكبدت من أجله عناء السفر من مدينة تبوك رغم معاناتها من العوق البصري ( كفيفة بقايا إبصار). وحضرت سها النزاوي بصحبة زوجها وأربعة من أطفالها، تلبية لدعوة نادي حائل الأدبي للمشاركة في ملتقى حاتم الطائي، وكانت تتمنى تحقيق حلمها بأن تجد من يتبنى مشروعها، وقالت: «كنت أتمنى أن يتاح لي وقت أكبر خلال مداخلة للتعريف بالمشروع، أملاً في أن تجد من يتبناه وينهض به»، وحينما عجزت عن إيصاله خلال دقيقتين منحهما المنظمون لها انهمرت دموعها وفضلت الاكتفاء بأنها تحتاج للراحة. وأضافت: «أعلم أن مشروعي لا علاقة له بالملتقى، لكنني أحببت طرحه في هذه التظاهرة الكبيرة، وفي بلد الكرم بلد حاتم الطائي».