- بإمكان برنامج تلفزيوني القيام بدور وزارة كاملة في الرقابة والمحاسبة متى ما سلم من «وضع اليد» عليه، وهذا ما يحدث في برنامجي الأستاذ داود الشريان الإذاعي والتلفزيوني، فهو يقدم من خلالهما مكاشفة شفافة مع ضيفه، ويجري تحقيقاً سريعاً معه على الهواء مباشرة دون تحفظ، ويجعل المسؤول الذي يحضر لهذه البرامج يعيد حساباته مرات ومرات حتى يتأكد من عدم وجود باب مفتوح يستطيع المذيع «المفترس» الدخول منه. – مثل هذه البرامج هي ما نحتاجه اليوم، في ظل حاجتنا لمكافحة الفساد وتعزيز مفهوم الرقابة والمحاسبة، فهذه البرامج القائمة على المكاشفة ستسهم في تشكيل الذهنية الاحترافية للمسؤول الذي عاش عقوداً طويلة يرى نفسه «ملاكاً» محصناً من النقد والتوجيه والمساءلة، يرى منصبه حصانة تحميه من المحاسبة. – كما ستسهم البرامج الاستجوابية في اختفاء حالات الفساد، فالمسؤول الذي يقع في مثل هذه الحالات، سيجد أن هناك من ينتظره ليضعه على طاولة المكاشفة على مرأى ومسمع من الرأي العام. – الأستاذ داود كل ما يقوم به هو الاستجواب بلغة الشارع دون تكلف أو استدعاء للمفردات الباذخة، ترتفع نبرته وتنخفض حسب إجابة ضيفه، يتحدث بحماسه الزائد وغيرته الشديدة على قضايا المواطن، ما يجعل العبارات تفلت أحياناً منه دون كنترول. – كل ما نريده فقط، هو أن تستمر هذه البرامج في توعية المتابع وإثارة يقظة المسؤول لكي يتلاشى الفساد وتختفي معالمه.