اختتم المؤتمر العالمي» الإسلام والسلام « فعالياته، أمس، بعد 14 جلسة نوقش فيها ستة محاور هي» الإسلام والسلام الإنساني، الإسلام والسلام الفكري، الإسلام والسلام الاجتماعي، الإسلام والسلام السياسي، الإسلام والسلام البيئي، الإسلام والسلام الاقتصادي»، تضمنت 106 بحوث، بحضور أكثرمن 1700 مشارك ومشاركة. وكان المؤتمر قد واصل فعالياته لليوم الثاني على التوالي ، وتواصل عرض البحوث لتكون المحصلة النهائية للمؤتمر تسع جلسات أمس، بقاعتين مختلفتين في المحاور والبحوث «أ ، ب». واشتمل المؤتمر على عدة محاضرات، أبرزها محاضرة الأميرة الدكتورة سارة بنت عبد المحسن بن جلوي آل سعود بعنوان « جدلية التنظير وإشكالية الواقع «، ومحاضرة الدكتورة نورة بنت خالد سعد التي تحدثت فيها عن السلام الاجتماعي في الإسلام. وتضمن برنامج المؤتمر، أمسية شعرية شارك فيها الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي، وكلمة لمفتي أستراليا الدكتور إبراهيم أبو محمد. وأكدت رئيسة لجنة المتابعة والدعم بالمؤتمر الدكتورة هيفاء باخشوين أن كثرة الأوراق التي تقدمت للمؤتمر جعلت اللجان المنظمة تكرر المحاور في عدة جلسات لتنوع البحوث التي تقدمت إليه. وحول الدعم المادي الذي وجه للمؤتمر أشارت إلى مبادرات من عدة شركات في الدعم المادي منها « الشيخ حسن عبد الكريم القحطاني الخيرية، ومجموعة المجدوعي التجارية، والشركة الأولى لتطوير العقارات القابضة»، لافتة إلى الدعم الكبير الذي وجهه مدير الجامعة الدكتور عبد الله الربيش لإنجاح فعاليات هذا المؤتمر. الجلسة السادسة أدارت وكيلة عمادة البحث العلمي الدكتورة ابتسام السحيمي الجلسة، وشارك فيها كل من الدكتورة أمل عبد الغني جار، بورقة بعنوان «المنهج الإسلامي في حماية البيئة والمحافظة عليها»، والدكتور حسين عبد الخالق بورقته «الإسلام وسلامة البيئة من منظور جغرافي»، والدكتورة فاطمة الحربي بورقتها «حماية الإسلام للماء من النفاد»، والدكتورة مديحة السدحان بورقة «أثر الذنوب والمعاصي في فساد البيئة»، والدكتورة هبة النادي ب « القواعد الإسلامية للتوعية البيئية». وأشارت الدكتورة أمل عبد الغني جار إلى المنهج الإسلامي في حماية البيئة والمحافظة عليها مؤكدة أنه إذا اهتم الإنسان بالإسلام سيستطيع العيش بسلام في بيئته. وأوضحت أن كل ما يؤثر في البيئة من إيجاب سيؤثرعلى الإنسان، والعكس صحيح، موضحة دور المرأة في البيئة عبر توجيه الأبناء والعناية بالمنزل. ودعت إلى إعادة قراءة النصوص الشرعية التي تهتم بالبيئة وترجمتها ، وتنظيم دورات وحملات تشجيع العناية بالبيئة. فيما أكد الدكتور حامد يعقوب أن العالم بحاجة إلى قيم حضارية بيئية نابعة من مرجعية صلبة تجعل الإنسان مسؤولاً عن كل ما يصدر عنه من سلوك يضر البيئة. وأشارت الدكتورة هبة علي النادي في ورقتها التي حملت عنوان « القواعد الإسلامية للتوعية البيئية « إلى مشكلة التلوث البيئي واعتبرتها أخطر المشكلات. أما الدكتورة فاطمة الحربي، التي قدمت ورقة عن «حماية الإسلام للماء من النفاد»، فأكدت نهي العلماء عن الإسراف في الماء، وانتهت إلى ضرورة نشر العلم والوعي بين الناس، واقترحت تخصيص أسبوع خاص للتوعية بالماء، وانتاج أفلام كرتونية لتوعية الأطفال، وعقد مسابقات للموهوبين، ومنع زراعة المحاصيل التي تستهلك كثيرا من الماء. وأوضحت الدكتورة مديحة السدحان في ورقتها «أثر الذنوب والمعاصي في فساد البيئة»، التي قرأتها بالنيابة عنها رئيسة الجلسة ابتسام السحيمي، أن أسباب الكوارث البيئية ليست مجرد مصادفة بل بسبب الكفر والمعاصي، وتحدثت عن الآيات التي أشارت إلى أثر الذنوب والمعاصي في وقوع الكوارث. الجلسة السابعة: رفض تام للعنف الأسري ومطالب بتفعيل ثقافة الحوار في مؤتمر الإسلام والسلام عقدت برئاسة المدير التنفيذي لجائزة الملك عبد العزيز للجودة محمد المطيري، ونسقت لها في القاعة النسائية الدكتورة نعيمة السبيعي ، وحملت الجلسة محور» الإسلام والسلام الاجتماعي». وأكدت الدكتورة بدرية الحسين في ورقتها « معوقات السلام الأسري» أهمية الحوار بين الزوجين، مشيرة إلى أن الجهل بثقافة الحوار يعود لعدة أسباب منها سوء الاختيار، والتباين الشديد في المستوى الثقافي بين الزوجين، والجهل بثقافة الحوار. وأوضحت عدة مظاهر للعنف على الزوجة ومنها الحسي والمعنوي، مشيرة إلى أنه يرتبط بالمستوى التعليمي فكلما زاد التعليم قل العنف المعنوي، حسب الدراسات، وأوصت بتفعيل ثقافة الحوار، ونشر أرقام الخط الساخن للأمان الأسري للتبليغ عن حالات العنف. أما الدكتورة فاطمة عبد الله صالح فقدمت في ورقتها «دعوة القرآن للسلام وأثره في ترابط الأمة» عدة مقترحات منها استخدام الإعلام لتهدئة الأوضاع بدلاً من إثارة العنف، وإصدار صحف تتماشى مع مبادئ الإسلام وتهدف إلى تصحيح صورته. وقدمت الدكتورة نوال المطيري ورقتها حول «حدود العلاقة الزوجية وأثره في السلام الأسري»، وأشارت فيها إلى السيادة والقوامة للرجل وذكرت حقوق وواجبات كل من المرأة والرجل والأطفال، وأكدت أن مهر المرأة تكريم لها وليس كما يروج له الغرب على أنه نوع من أنواع العنف. وقال الدكتور محمد الزعبي في ورقته « السلام الأسري» إن السلام الاجتماعي لا يتحقق في المجتمع قبل أن يتحقق في نفس الفرد ، مؤكداً ضرورة وأهمية السلام الأسري. وأشار الدكتور سعد الشهراني في ورقته حول المنهج النبوي في تحقيق السلام إلى حاجتنا للسيرة العطرة لنقتبس من الهدي النبوي. وذكر صلح الحديبية وما حدث فيه من سلام، ودخول العديد في الإسلام نتيجة لذلك، مؤكداً أن الحرب وسيلة لا غاية. وأكد الدكتور ياسر أبو الحسن أبو الطاهر في ورقته «منهج الإسلام في ترسيخ السلام الاجتماعي بين المواطنين»، ضرورة ترسيخ مفهوم السلام الاجتماعي والتعايش السلمي بين الناس، وتحقيق العدل الاجتماعي. الجلسة الثامنة عقدت الجلسة الثامنة التي حملت محور» الإسلام والسلام البيئي» بتنسيق منيرة المهاشير، وشارك فيها عضو رابطة الجامعات الإسلامية بالقاهرة أحمد محمد سليمان، وأشار إلى أن المياه التي تشكل 71% من الكرة الأرضية، وتوزيع المياه عليها، وأهمية المياه في البحار والمحيطات في ورقته التي قدمها بعنوان «منهج الإسلام في حماية عناصر البيئة والمحافظة عليها: الماء أنموذجا «. وأكد على اهتمام الإسلام بالمياه عبر القرآن الكريم، ونهي النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في مياه الوضوء والغسل. وقال الدكتور أحمد محمد عزب من جامعة الملك عبد العزيز بجدة، في ورقته « البيئة ورعايتها في ضوء مقاصد الشريعة»، إن ديننا دين سلام فيما يتعلق بالبيئة، ورعاية البيئة والمحافظة عليها من المقاصد الشرعية التي دعا إليها ديننا، كما ترتبط رعاية البيئة بالضروريات الخمس وبالحاجيات وبالتحسينيات. وأشار إلى تعرض المرأة الحامل للتلوث ما يسبب فقدان الجنين، كما أكد أن المحافظة على البيئة تأتي من المحافظة على الدين والنفس والعقل والنسل والمال. وأوضح الدكتور سلطان الحصين في ورقته «المنهج الإسلامي في حماية البيئة والمحافظة عليها» أهم الأحكام الإسلامية المتعلقة بالبيئة، واهتمام الإسلام بإعمار الأرض والبيئة النباتية ونهيه عن الإسراف في الموارد البيئية كالماء، مستشهداً بأحاديث نبوية وآيات قرآنية. وذكر الدكتور عبد الشافي الشيخ في ورقته « منهج الإسلام في علاج ظاهرة التصحر «، احتفال العالم لمجابهة التصحر إيماناً منه بخطورة هذه الظاهرة في السابع عشر من يونيو كل عام، وأكد أن المنهج الإسلامي له شق وقائي وآخر علاجي حول التصحر. ودعا إلى قراءة القرآن الكريم والنصوص الشرعية قراءة جيدة لعدم استيراد النظريات الغربية التي سبق أن أشار إليها القرآن الكريم، ورصد المحفزات والجوائز لمن يساهم في خدمة البيئة الزراعية كانتخاب القرية الأنموذجية أو الشارع الأنموذجي وتكليف كل بيت بزرع شجرة واحدة على الأقل أمامه، وإتاحة الفرصة أمام خريجي الكليات لتخضير الصحراء وجعلها مشروعات تخرج. وقدم الدكتور عبد الفتاح إدريس ورقته حول منهج الإسلام في حماية البيئة ومحافظته عليها، ذكر فيها اهتمام الإسلام بإعمار الأرض، وحرص الشرائع السماوية على حماية البيئة والحفاظ عليها ومنع إفسادها. وأكد حرص الإسلام على المحافظة على عناصر البيئة وصيانتها ونظافة البدن والثوب وأماكن العبادة وتحريمه للاعتداء على المرافق العامة والمزروعات النافعة وكذلك الحشرات النافعة. وأكد أن المخاطبين بالحفاظ على عناصر البيئة هم الأفراد بشكل رئيسي، داعياً إلى تضمين البيئة في المناهج الدراسية. وأشارت الدكتورة نجبة غلام نبي في ورقتها» المنهج الإسلامي في حماية البيئة والمحافظة عليها» اهتمام الإسلام بالبيئة وبيانه طرق المحافظة عليها للاستفادة منها. ودعت إلى توعية الناس بالتنمية البيئية، عبر احترام البيئة وضرورة حمايتها، ووضع تشريع بيئي إسلامي ينبع من تعاليم الدين. اتفاقيات الأمم قالت المدير العام لمركز التمكين للمستقبل للاستشارات والدراسات الدكتورة نورة السعد، في المحاضرة التي قدمتها مساء أمس وأدارتها الدكتورة إنتصار العمر في مؤتمر «الإسلام والسلام» الذي أقامته جامعة الدمام في فندق شيراتون الدمام، إن المواثيق والاتفاقيات التي تطلقها الأممالمتحدة تهدم المجتمع ولا تبنيه. وأكدت على أن اتفاقيات الأممالمتحدة تهدم السلام الأسري والسلام الاجتماعي، ولن يكون هناك مجتمع متماسك إذا لم يرفض هذه الاتفاقيات. ودعت إلى الاطلاع على بعض الاتفاقيات، والتركيز في الصياغة التي تدعو للفساد أكثر من دعوتها للإصلاح، مؤكدة أن مواد الاتفاقية لا تحقق الأمن الاجتماعي. كما ذكرت بعض المؤتمرات التي عقدت لمناقشة قضايا المرأة التي انتهت دون تقديم جديد لها ودعت إحدى الحاضرات إلى ضرورة وجود محاضرات توعوية للطالبات والطلاب في جميع الاتفاقيات الدولية التي تهدف إلى هدم المجتمع المسلم.