تغطية: بيان آل دخيل ، هند الأحمد ،عبدالعزيز القو ، وسمي الفزيع ،أحمد الشهري – تصوير: أمين الرحمن ، يارا زياد المؤتمر يناقش نقل الأبحاث إلى الجامعات الأمريكية بدأت، أمس، فعاليات مؤتمر «الإسلام والسلام» الذي تنظمه جامعة الدمام وتُختتم فعالياته اليوم. وتضمن اليوم خمس جلسات علمية وأمسية شعرية للدكتور عبدالرحمن العشماوي. وشدد مدير الجامعة الدكتور عبدالله الربيش، في كلمة الافتتاح، على ما تمثله علاقة الإسلام بالسلام، مستشهداً أن «السلام اسم من أسماء الله وهو تعبير فطري في أعماق كل إنسان ورغبة كل مجتمع سوي». وشهد اليوم الأول من المؤتمر خمس جلسات علمية شارك فيها باحثون من المملكة والخارج. وأعرب الربيش عن أمله في أن يقدم المؤتمر طرحاً علمياً رصيناً من خلال أوراق العمل وما يتخلل الجلسات من مداخلات وأسئلة، سيما وقد تم استكتاب عدد من المفكرين والباحثين وأصحاب الأقلام المميزة والمبدعة». وبدورها انتقدت أمين عام المؤتمر رئيسة قسم الدراسات الإسلامية الدكتورة نوال المطيري «الهجمات الشرسة» التي يتعرض لها الدين الإسلامي «بغية النيل منه»، وطالبت «أهل العلم النفرة إلى دين الله، وكشف الشبهات حوله، وتنفيذ قول الرسول الكريم «بلغوا عني ولو آية»، مشيرة أن الغاية من إقامة المؤتمر مناقشة مجموعة من القضايا التي توضح منهج الإسلام، وتكشف العديد من الحلول الإسلامية لكثير من القضايا المعاصرة. من جانبها دعت عميدة كلية الآداب بالدمام الدكتورة مها بكر إلى أن تكونَ إحدى توصياتِ المؤتمر نقل الأبحاثِ المقدمةِ هنا إلى جامعاتٍ عريقةٍ- أمريكيةٍ أو أوروبيةٍ- ومراكز الدراساتِ الإسلاميةِ العالمية، من خلالِ خطةٍ تنفذُها جامعةُ الدمام. وقدم اليوم الأول من المؤتمر خمس جلسات علمية تناولت «الإسلام والسّلام الإنساني و»الإسلام والسلام الفكري» و»الإسلام والسّلام الاجتماعي» و»الإسلام والسّلام الاقتصادي» و»الإسلام والسّلام السّياسي». مشاهدات من حفل الافتتاح * حضور متوسط للاحتفال الذي بدأ متأخرا عن موعده المحدد ب 15 دقيقة. – كان التنظيم متميزاً، حيث خُصص موقع في بهو القاعة للتسجيل، وعدد من الصحف المقروءة ونشرة الجامعة * خصص مكان لهيئة التدريس في كلية الآداب للبنات ونقل لهن وقائع الافتتاح عبر الشاشة المغلقة * شهد الحفل حضور عدد من العلماء والمشايخ مثل الدكتور عبدالرحمن العشماوي والشيخ سامي المبارك الجلسة الثالثة: السلام الاجتماعي يبدأ من الأسرة تناولت الجلسة الثالثة من المؤتمر محور «الإسلام والسلام الاجتماعي»، التي نسّق لها من قسم الرجال الدكتور خالد اللحيدان، ومن القسم النسائي الدكتورة حورية الدوسري. وتحدثت في الجلسة الدكتورة شادية محمد كعكي حول والدتها التي علمتها أهمية الفضل، وكذلك زوجها ووالدها وزميلاتها وطالباتها اللاتي منحنها المحبة والسلام. وحملت ورقة كعكي عنوان «الفضل وأثره في بلوغ السلام بين الأزواج»، وذكرت فيها فضل صلة الأرحام والعلاقة بين الزوجين. وبدورها اقترحت الدكتورة بدرية حبيب في المداخلات على كعكي أن تغير عنوان بحثها ليكون «الإسلام والقلب السليم» فالقلب السليم هو الذي يتحرى الفضل وليس أي شيء آخر. وذكر الدكتور محمد الثلجي في ورقته حول « العلاقات الاجتماعية والسلام الاجتماعي في الإسلام» أن أسلوب خطباء اليوم يعتمد على الترهيب أكثر من اعتماده على الترغيب، لذلك تكون نبرة صوتهم عالية جداً. وذكر أنه يمكن تقليل سلوك الفرد السيئ عبر عدة أساليب علاج للصراع كالحوار والتفاوض بين أطراف النزاع. الجلسة الرابعة: علماء ومفكرون يناقشون حرية المعتقد في الإسلام تضمنت الجلسة الرابعه محاضرة حول حرية المعتقد في الإسلام ألقاها الأستاذ المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض الدكتور إبراهيم عبدالله الحماد الذي عرف مصطلح الحرية والمعتقد في الإسلام وماهية مفهوم الحرية في الإسلام. وقال الحماد «إن الإسلام اعطى الفرد حرية الاختيار إلاّ أنه لم يتركه تائهاً ولابد من الدعوة لمن ضل عن الطريق و إن هذا ليس نوعاً من التدخل في الملل والعقائد وإنما هو تنبيه وتذكير مبيناً أن الإسلام أعطى الفرد حرية الاختيار ومحاسبة الكافر على كفره والضال عن ضلالته.» و ناقش عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى بمكة المكرمة الدكتور صالح عبدالله الفريح أثر الاختلاف والتعايش في الفكر الإسلامي وضرورة التعايش بين المجتمعات بطريقه سلمية بالرغم من الاختلافات بين المجتمعات، مؤكدا على أهمية الحوار بين أفراد المجتمع وترك المساحات الحقيقة للنقاش فيما بينهم . وتحدثت الأستاذة المساعدة في جامعة الأزهر قسم الدراسات الإسلامية الدكتورة جيهان نور الدين المقدم عن قضية الإسلام والجدل السلمي مع غير المسلمين، وثمنت دور المملكة في دعمها الدائم لخدمة الإسلام، وتناولت المقدم عناية الإسلام واهتمامة بالدعوة للسلام كونه لايشمل فقط المسلمين بل المسلمين وغيرهم، مستعرضةَ طرق الحوار مع غير المسلمين بالجدل المنطقي. وتحدث العضو المشارك من جامعة آل البيت في الأردن الدكتور في التفسير وعلوم القرآن فرج الزبيدي عن الإسلام وحرية المعتقد مشيراً إلى أن الإسلام وضع ركائز لضمان تطبيق مفهوم الحريات الفكرية والمعتقدات على أرض الواقع، وذكر الزبيدي آثار حرية الفكر والمعتقد على واقع الدعوة والحياة الإسلامية، ومنها سد الطرق التي تؤدي إلى نشوب المشكلات بين أفراد المجتمعات. باحثون يطالبون باستغلال المراكز الحضارية والثقافية لتوضيح محاسن الإسلام شهدت الجلسة الخامسة « الإسلام والسلام الإنساني» حضورا ضعيفا من جانب السيدات،عكس ما شهدته الجلسات الأربع السابقة، وترأس الجلسة الدكتور عبدالعزيز الأحمدي ونسقت القاعة في القسم النسائي الدكتورة وداد صالح القرعاوي. ففي القسم النسوي شاركت الباحثة الدكتورة فرحة جوهر الدوسري ببحثها «الإسلام والسلام الإنساني»، وذكرت أنها وجدت في بحثها أن دلالة كلمتي الإسلام والسلام واحدة. وأشارت الدوسري إلى قيم الحب والتكافل والتسامح، كتطبيق فعلي لمنهج الرسول وصحابته. ودعت إلى استغلال المراكز الحضارية والثقافية لتوضيح محاسن الدين ، وإنشاء المواقع الإلكترونية لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، وإطلاق جائزة عالمية للمشروعات الحضارية والسلمية القائمة على تعاليم وتوجيهات الإسلام، مشيدة بالجائزة التي أطلقتها الإمارات في السلام العالمي، وقالت «نريد جائزة في الإسلام وليس السلام». وأكد مدير المركز الإسلامي والثقافي ببلجيكا الدكتور خالد حسن العبري في ورقته التي تناول فيها الإحسان إلى غير المسلمين قيمة الإحسان، ذاكراً أوجهه المتعددة سواء المادية أو المعنوية، مشيراً إلى الأحاديث التي أكدت هذه القيمة وهذا المعنى. وأشار إلى ما قام به النبي – صلى الله عليه وسلم – من زياراته لغير المسلمين، وأمره بالصدقة للمسلمين وغيرهم ،وقبوله دعوة اليهودي. وفي بحث «الإسلام العالمي بين الحقيقة والتضليل» المقدمة من أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين بجامعة السطان الشريف الدكتور سعيد محمد الصاوي، أشار الصاوي إلى أن موضع السلام في الإسلام أصيل وعميق يتصل بحقيقة الإسلام ونظرته المتكاملة عن الكون والإنسان والحياة وما بعد الحياة. وأوضح الصاوي مفهوم «الدعوة إلى السلام العالمي» وخطورتها التي تتمثل في التركيز على الدعوة لفعل الخير، وزعمها أنها فوق الأديان والأجناس، ومناهضتها الأديان وزعم دعاتها أنهم مرسلون من عند الله. وأشار إلى خطورتها على الإنسانية، وقال «الصهيونية العالمية ألد أعداء الإنسانية». وأوضح « السلام العالمي من المنظور الإسلامي» فالإسلام لا يرفض السلام العالمي لكنه يرفض المفاهيم الخبيثة والأهداف الماكرة ، و يقدم البديل. وقدم الدكتور عمرمختار القاضي من جامعة دلمون في البحرين ورقة بعنوان «التعايش السلمي بين الأمم في الشريعة». وقال إن مصطلح « القانون الدولي الإسلامي» الذي انبثق من القانون الدولي العام يدخل في مغالطات كثيرة. مضيفاً أن عودة القانون الإنساني، إصلاح لما أفسدته الحروب . العلاقة مع الآخر في جلسة الإسلام والسلام الفكرية تناولت الجلسة الثانية التي أدارتها الدكتورة قماشة سهو العتيبي، ونسق لها في القسم الرجالي الدكتور عبد الرحمن المهوس، والتي تركزت على محور»الإسلام والسلام الفكري» حيث قدم المحاضر في جامعة آل البيت بالمملكة الأردنية الهاشمية جهاد سالم جريد الشرفات ورقة بعنوان»الإسلام والجدل السلمي مع غير المسلمين»..أما الدكتورة سهى محمود بعيون من الجامعة اللبنانية قد أشارت في ورقتها «التعايش السلمي بين العناصر المستعربة والسلطة السياسية في الأندلس» إلى المدة التي بقي فيها المسلمون في الأندلس من عام 711 إلى 1492 واتخاذ غير المسلمين للغة العربية واتخاذهم لعادات وتقاليد المسلمين، وكذلك ذكرت العلاقات الدبلوماسية بين الأندلس والدول المسلمة..وذكر المحاضر في جامعة قناة السويس الدكتورالصاوي الصاوي أحمد في ورقته «منهج الحوار الإسلامي ودوره في نشر السلام» أهمية السلام في ظل الصراع العالمي والحروب الحالية. وأشار إلى موقف الإسلام من الصراع ودور منهج الحوار في الحد منه، كذلك تناول موضوع التعصب. وأوضح محاولات الغرب في تشويه صورة المسلمين، ومحاولات الحوار التي تفشل، ذاكراً أسباب الفشل وهي غياب الموضوعية في الحوار وعدم الالتزام بالصدق وعدم تعادل طرفي الحوار، وعدم وجود المناخ والظروف المناسبة له.أما الدكتورة عالية القرني بجامعة الملك خالد بأبها حثت في ورقتها التي تناولت فيها حرية الفكر والاعتقاد في الإسلام على الاستقلال بالرأي والاعتقاد بالحجة والبرهان، كذلك حثت على التفكر والتأمل في أسرار الكون. وذكرت الدكتورة منيرة محمد الدوسري من جامعة الدمام في ورقتها حول منهج القرآن في حوار أهل الكتاب، الآيات التي ذكر فيها الحوار والمجادلة مع أهل الكتاب، وصور الحوار معهم. وطالبت في ختام ورقتها العلماء والدعاة للاهتمام بدعوة أهل الكتاب بالحكمة والموعظة الحسنة، وإعداد وتنظيم دورات علمية وندوات حول الحوار، والاهتمام بالحوار نظرياً وتطبيقيا. أكثر من 500 سيدة من مختلف التخصصات يحضرن المؤتمر واصل مؤتمر» الإسلام والسلام» فعاليته حتى ال 12 ساعة مساء، وحضرت في القسم النسائي أكثر من 500 سيدة من مختلف التخصصات. وقالت الأمين العام للمؤتمر رئيسة قسم الدراسات الإسلامية الدكتورة نوال مناور المطيري:» إن المؤتمر من أكبر المؤتمرات التي تعقدها جامعة الدمام. وأشارت إلى تنوع محاور البحوث لتشمل كافة المجالات. وحول إقامة جلستين في وقت واحد، أكدت أن سعي اللجنة المنظمة إلى هذا التنظيم جاء لأن بعض الأشخاص يهتمون بمحور دون آخر، فكان هذا القرار، ليحضر كل شخص ما يفضله من بحوث. وأكدت نائب الأمين العام للمؤتمر رئيسة اللجنة التنظيمية داخل المؤتمر الدكتورة إيمان محمد صالح أن أهمية المؤتمر تأتي من الأحداث والثورات في العالم العربي، والخلط بين الإرهاب والإسلام، لذلك تركزت أهداف المؤتمر على تغيير هذا الخلط، وإقامة قيم اجتماعية واضحة للإسلام الفكري والسياسي والاقتصادي.وأشارت أنه ضمن توصيات المؤتمر دعوة وزارة التعليم العالي لتبني الأمر ليكون المؤتمر متواليا بين الجامعات. وتقول الدكتورة عالية صالح القرني، من جامعة الملك خالد بأبها: إن أهمية المؤتمر تأتي من أنه « يقال إن الإسلام دين عنف وإرهاب وقتال وأنه يعنف من ينتمي إليه، فالمؤتمر مهم ليس فقط لأولئك إنما لنا نحن لكي نوعي أنفسنا بسماحة الدين الإسلامي» العشماوي يشدو شعراً في مؤتمر « الإسلام والسلام» بالدمام اختتم مؤتمر»الإسلام والسلام» فعاليات يومه الأول بأمسية شعرية للشاعر الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي، أدارتها رئيسة قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الدمام الدكتورة البندري بنت خالد السديري.وعددت السديري قصائده، مضيفة عليها سيرته الذاتية، وبرامجه ودواوينه الشعرية المتنوعة ( إلى أمتي، شموخ في زمن الانكسار، إلى حواء، صراع مع النفس، بائعة الريحان، لا تغضب، في وجدان القرية، بلادنا والتميز) وبدأ العشماوي الأمسية بقصيدة «عفواً بني قومي « ذاكراً قصتها أنه عندما كان في أمسية شعرية في أبها بعد تصويره لقضايا المسلمين المشتعلة في العالم، وبعد انتهائه قال له أحدهم «إنك أبكيتنا الليلة على القضايا الإسلامية»، وقال آخر» هل سيحرر الشعر الأقصى»، ولو قدمت لنا قصيدة فيها «ليلى»لكنت أطربتنا، فقال له: أما سؤالك فقد غرس قصيدة في داخلي.» وفي اليوم التالي كان عنده أمسية في جازان، وفي الطريق كتب هذه القصيدة التي يقول فيها «بيني وبين الشعر عهدٌ صادقٌ، أن نجعل الإسلام مبدأنا الأغر» وألقى العشماوي قصيدة تحوي خطاباً للنساء المسلمات. واختتم العشماوي الأمسية بقصيدة حول ما يحدث في سوريا وفلسطين، وقال «هذا المؤتمر يدعو للسلام ، فأين السلام ؟.ثم فتح المجال للمداخلات والأسئلة، وذلك قبل أن يلقي قصيدته « الإسلام والسلام « التي كتبها خصيصاً لكلية الآداب في جامعة الدمام بمناسبة المؤتمر. حضر الافتتاح حشد من الدعاة والباحثين (تصوير: أمين الرحمن)
جانب من حضور افتتاح المؤتمر
د. عبدالله الربيش لدى تكريمه المشاركين والداعمين
سيدات يسجلن أسماءهن عند دخول المؤتمر ( تصوير: يارا زياد )