علمت «الشرق» من مصادر سورية في إسطنبول التركية أن أفراداً إيرانيين في إحدى دول الخليج أدلوا بمعلومات دقيقة لأجهزة أمنية سورية عن شفرات (أكواد) أجهزة الاتصالات الفضائية التي يلجأ لها المعارضون السوريون والمنشقون عن النظام في الداخل. وأكدت مصادر «الشرق» أن النظام الأسدي تمكن من تعطيل عمليات الاتصال التي يقوم بها المعارضون في الداخل، وتواصلهم مع وسائل الإعلام خارج الأراضي السورية، وباتت عمليات التواصل أقل مستوى عن بداية الثورة، وهو ما قاد إلى تضاؤل تحركات البعض منهم في الفضائيات ووسائل الإعلام العالمية. وقال معارض سوري بارز يُقيم في إسطنبول ل «الشرق» أنهم «كانوا يعتمدون في ايصال صوتهم إلى الإعلام بالرغم من وسائله المتواضعة، خاصة أن النظام منع وجود أي وسيلة إعلامية في سوريا، ومن هذا المنطلق كانت هناك ضرورة للجوء لوسائل الاتصال الحديثة، خصوصاً الفضائية منها، نظراً لإحكام سيطرة النظام على شبكة الاتصالات المحلية، والمتخصصة في خدمات الإنترنت». وأضاف المعارض «علمنا في وقت متأخر بتمكن المخابرات السورية من اختراق الاتصال الفضائي الخاص بالمعارضة والمقاومة، وأن نظام الأسد تمكن من شراء الشفرات الخاصة، أو قاعدة بيانات خاصة بالاتصال الفضائي عبر أجهزة الثُريا، من قبل أشخاصٍ إيرانيين يُقيمون في إحدى المدن الخليجية، كانوا باعوا الثوار هذه الأجهزة عبر وسطاء». ويتزامن ذلك مع كشف ضابط كبير في الجيش السوري، عن وجود مُدربين إيرانيين، قدموا للبلاد لتدريب كتائب الأسد وفرق المخابرات على قتال الشوارع، التي يرى النظام الأسدي أنها الخطوة المقبلة للمواجهات العسكرية مع الثوار والمقاومين، الذين باتت قوتهم من حيث السلاح والعتاد على وشك النفّاد. ويتجه النظام السوري الذي يحشد قواته على الحدود التركية، للدخول في حرب شوارع مع المقاتلين، لا سيما بعد تملص النظام الأسدي من تنفيذ مبادرة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. من جهة أخرى أعلنت تقارير صحفية صادرة في ألمانيا أمس عن إحباط محاولة لتهريب أسلحة إيرانية إلى سورية على متن سفينة شحن ألمانية كانت في طريقها إلى ميناء طرطوس السوري في البحر المتوسط. وقال الموقع الإلكتروني لمجلة «دير شبيجل» الألمانية أمس إنه تم تحميل سفينة الشحن «اتلانتيك كروزر» التابعة لشركة بوكشتيجل الألمانية للملاحة قبل أيام في ميناء جيبوتي بأسلحة ثقيلة وذخيرة من سفينة شحن إيرانية.