نيويورك - دمشق - بيروت - هامبورج - وكالات أصدر مجلس الامن قرارا بالاجماع امس السبت يأذن فيه بنشر مراقبين في سوريا للاشراف على وقف اطلاق النار. يأتي ذلك بعد ساعات من قصف قوات النظام السوري في محافظة حمص في انتهاك جديد لخطة الموفد الخاص الدولي والعربي الى سوريا كوفي عنان وبموجب القرار مجلس الامن 2042 بات بإمكان الاممالمتحدة خلال الايام القليلة المقبلة ارسال «فريق طليعي من نحو 30 مراقبا عسكريا على الاكثر غير مسلحين» على أن يتم لاحقا ارسال كامل بعثة المراقبين التي يمكن ان يصل عدد عناصرها الى 250 حسب تقديرات الاممالمتحدة. وهذا القرار هو الاول الذي يصدر عن مجلس الامن بالاجماع بشأن سوريا، اذ سبق ان حالت روسيا والصين مرتين في السابق دون صدور قرار عبر استخدامهما حق النقض. حيث وافقت روسيا والصين على مشروع القرار بعد محادثات صعبة في مجلس الامن. ويطلب قرار مجلس الامن من السلطات السورية ضمان امن المراقبين وحرية تحركهم التي يجب ان تكون «كاملة من دون عقبات وفورية»، كما يشير القرار الى ضرورة ان تكون الاتصالات بين المراقبين سرية. وجاء في القرار ايضا ان مجلس الامن يحتفظ لنفسه بحق «اتخاذ اي اجراءات يراها مناسبة» في حال لم يتم تطبيق هذا القرار. كما تطالب الدول ال15 من الحكومة السورية في هذا القرار الالتزام بوعودها بسحب قواتها من المدن «بشكل واضح» طبقا لخطة الموفد الخاص الدولي والعربي الى سوريا كوفي انان. بدوره اعلن متحدث باسم الاممالمتحدة ان طليعة المراقبين الذين سترسلهم الاممالمتحدة لمراقبة وقف اطلاق النار، سيصلون الى سوريا اليوم الاحد. وصرح كيران دواير المتحدث باسم دائرة عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة لفرانس برس «استقل خمسة او ستة مراقبين عسكريين الطائرة» فور تبني مجلس الامن قرارا يقضي بارسال بعثة اولية لمراقبة الالتزام بوقف اطلاق النار. واضاف «انهم على الارجح سيصلون الى سوريا الاحد» على ان يليهم 25 مراقبا «في الايام المقبلة». ميدانيا قصفت القوات السورية امس السبت مناطق في محافظة حمص في انتهاك جديد لوقف إطلاق النار الهش الذي توسطت فيه الأممالمتحدة, وهي أول عملية قصف منذ بدء سريان وقف اطلاق النار الخميس. وافاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان ان احياء في مدينة حمص تعرضت لقصف من القوات النظامية السورية صباح السبت، فيما تواصلت حملات المداهمات والاعتقالات في مناطق عدة ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وقال الناشط السوري عمر الحمصي في تصريحات إن»القذائف أطلقت على منطقة القصير في حمص حيث دفع النظام بمزيد من القوات إلى المنطقة في ساعة مبكرة من صباح امس». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أحياء جورة الشياح والقرابيص في حمص تعرضت صباح امس لقصف من قبل القوات النظامية السورية استمر لمدة ساعة قائلة إنه لم ترد انباء عن سقوط ضحايا حتى اللحظة. ورصدت لجان المقاومة الشعبية المعارضة التي تعمل على توثيق وقائع العنف في أنحاء سورية ما يقال إنه 81 حالة انتهاكات وقعت على يد القوات السورية منذ الجمعة. من جهتها اعتبرت السفيرة الاميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس امس السبت، ان عودة العنف الى سوريا وخصوصا قصف حمص «يطرح من جديد شكوكا جدية حول رغبة النظام» السوري في الالتزام بوقف اطلاق النار. وقالت رايس بعد صدور القرار «على النظام السوري ان يفي بكل التزاماته وليس الحد الادنى منها، وعليه ان يفعل ذلك على الفور» مضيفة «نأمل جميعا ان يستمر الهدوء، لكننا لا نتوهم كثيرا». على صعيد آخر,أعلنت تقارير صحفية صادرة في ألمانيا امس السبت عن إحباط محاولة لتهريب أسلحة إيرانية إلى سورية على متن سفينة شحن ألمانية كانت في طريقها إلى ميناء طرطوس السوري في البحر المتوسط. وقال الموقع الالكتروني لمجلة «دير شبيجل» الألمانية امس إنه تم تحميل سفينة الشحن «اتلانتيك كروزر» التابعة لشركة بوكشتيجل الألمانية للملاحة قبل أيام في ميناء جيبوتي بأسلحة ثقيلة وذخيرة من سفينة شحن إيرانية. واضاف الموقع أن السفينة «اتلانتيك كروزر» كان من المنتظر أن تفرغ حمولتها في ميناء طرطوس السوري الجمعة. وذكر الموقع أن منشقين داخل الجهاز الحكومي السوري كانوا وراء الكشف عن هذه الشحنة..