توقع رجل الأعمال رئيس الغرفة التجارية الصناعية السابق بمنطقة الحدود الشمالية ثاني بطي العنزي، بدء التشغيل والإنتاج والتصدير من مدينة وعد الشمال التعدينية خلال ست سنوات. وقال في حوار ل”الشرق” إن وزارة المالية رصدت 26 مليار ريال تكلفة إنشاء المدينة، المملوكة بالكامل لوزارة البترول والثروة المعدنية. وأضاف أنه تم تخصيص أرض مساحتها 290 كيلو مترا مربعا لإقامة المدينة، وتخصيص أرض أخرى مجاورة مساحتها 150كيلو مترا مربعا قرب مركز حزم الجلاميد ومدينة طريف لمشروع شركة معادن للصناعات الفوسفاتية ومشروعاتها الأخرى المرتبطة بها، مشيرا إلى أن المشروع يتضمن منجما مفتوحا وعمليات رفع نسبة تركيز الخام لإضافة حوالي 1.5 مليون طن سنويا إلى طاقة معادن الإنتاجية من الفوسفات. ثروات طبيعية تعدينية وأوضح العنزي أن المنطقة تمتلك ثروات طبيعية تعدينية من فوسفات وغاز طبيعي بكميات تجارية ضخمة تقدر قيمتها بمئات المليارات، لافتا إلى أنه في مارس 2010 أعلنت شركة التعدين العربية السعودية (معادن) أنها تدرس التوسع بفاعلية في نشاطها في مجال الفوسفات، بما في ذلك استغلال ثاني أكبر احتياطي لمصدر الفوسفات في المنطقة الشمالية من المملكة لتوفير حامض الفوسفوريك التجاري لصناعات الأسمدة والمواد الغذائية والأعلاف، وتتجه شركات التعدين للاستثمار في منطقة حزم الجلاميد، ما يعد نقلة نوعية وسريعة تجعلها محط أنظار العالم الصناعي المتعطش لهذا المنتج (الفوسفات ). وقال إن أرض وعد الشمال مملوكة بالكامل لوزارة البترول والثروة المعدنية. وأضاف أن وزارة التجارة لها دور فاعل في هذا الجانب، إضافة للمؤسسة العامة للتدريب المهني، مفيدا أن شركات أوروبية وأمريكية وشرق آسيوية من اليابان والصين ستدخل السوق السعودي بقوة لتنافس نظيراتها الأوروبية والأمريكية. وبين أن اليابان بدأت تأخذ استعداداتها و أن السفير الياباني زار الأسبوع الماضي منطقة الحدود الشمالية وبحث مع أعضاء الغرفة التجارية الصناعية فرص الاستثمار في المنطقة، مشيرا إلى أن هناك وفدا من رجال الأعمال اليابانيين سيزور المنطقة للاطلاع على الفرص الاستثمارية، مؤملا أن تتاح فرص الاستثمار للتجار من داخل منطقة الحدود الشمالية، حيث يجري التنسيق مع الشركات التي تعمل حاليا على سبيل المثال شركة معادن. شركة محلية وكشف بطي عن تأسيس شركة محلية برأس مال بلغ سبعة ملايين ريال، تضم رجال أعمال من المنطقة الشمالية وقال: نسعى لأن تكون فرص الاستثمار لأبناء المنطقة حتى لانحرم من الاستثمار في منطقتنا كما حرمنا، سابقا وسننافس للحصول على عقود الاستثمار في المدينة التعدينية القادمة في وعد الشمال، مشيرا إلى أن البنية التحتية في منطقة الحدود الشمالية لم تواكب التنمية أسوة بنظيراتها في باقي مناطق المملكة ومازالت تحلم بالتنمية الحقيقية. ونوه إلى أن الرؤية بالنسبة لشركة وعد الشمال لم تتضح حتى الآن بعد الأمر الملكي وبعد صدور التوجيهات، مستغربا عدم تحرك الجهات المعنية بالسرعة المطلوبة لشرح التوجهات المستقبلية في تنفيذ مثل هذا المشروع العملاق. واعترف رئيس الغرفة السابق بأن مثل هذه الموضوعات تحتاج إلى دراسات وخطط أعمق ووضع آليات وتواريخ محددة مسبقا مثل مدة التنفيذ وتاريخ الانتهاء، ويبقى هاجس المنطقة توطين الوظائف للشباب السعودي. توطين الوظائف ورأى أن وجود الشركات العالمية للاستثمار في المدينة التعدينية يجعل المنطقة الشمالية تتحرك تجاريا واقتصاديا وثقافيا، كما عملت شركتا (أرامكو وسابك) عندما تحملت مسؤولياتها الاجتماعية تجاه المجتمع والتنمية من خلال تنفيذ برامج تأهيلية تستهدف الشباب السعودي وساهمت في تنمية المجتمع من خلال المشاركة في إحلال برامج تعليمية وصحية ودعم للجمعيات الخيرية التي تساهم في دعم المؤسسات الاجتماعية في المنطقة التي تعمل بها وقامت بإحلال وتوطين الوظائف للشباب السعودي مكان الخبرات الأجنبية. وكشف بطي عن أسباب عدم الرضا من أهالي المنطقة عن شركة معادن، إذ أن بعض الإداريين من خارج المنطقة استقطبوا موظفين شباب من الخارج أيضا، رغم وجود شباب وكفاءات مؤهلة ومواهب وخريجي جامعات، معربا عن أمله في توطين الوظائف من خلال تلك الكفاءات إلا أن ما حدث يخالف ذلك تماما -على حد قوله- . تأخر العمل وأرجع رجل الأعمال بطي العنزي تأخر العمل في المدينة إلى عدة عوامل ربما تكون معوقة بالنسبة للمقاولين المنفذين للبنية التحتية، نقص العمالة أو الموارد التي تجلب من الخارج، والبنية التحتية ستقوم بها عدة شركات وليست شركة واحدة لأنها تشمل قطارات ومستشفيات وسكن،مؤملا أن تكون جميعها شركات وطنية.