وصلني قبل أيام إيميل مع صورة لشاب يبدو سعودياً يمشي بسرواله وفنيلته في شارع مزدحم بالناس في مدينة كأنها نيويورك! ويبدو الأخ، في الصورة، «مطنش» العالم كله فهو يتحدث في هاتفه ويمشي بكل ثقة كما لو كان لابساً أحدث موديلات أرماني. وسمعت مرة عن سعودي وقع في مشكلة مع الفندق الفخم الذي أقام فيه في باريس لأنه نزل إلى بهو الفندق ببجامته. وذات ظهيرة رأيت في ممرات المركز التجاري بدبي ثلاثة شباب سعوديين يمشون بخطى بطيئة وهم لابسون بجامات من فئة «الثوب المغربي». حاولت إخبارهم أن المكان مركز أعمال مهم وقد يوقفهم مسؤولو الأمن لكنهم تجاهلوا النصيحة فأخرجهم رجال الأمن سريعاً. أذكر أن بعض إمارات المناطق قد أصدرت تعليمات مشددة تمنع دخول المراجعين للدوائر الحكومية بثياب مغربية أو بجامات نوم. ولن أستغرب لو سمعت عن مراجع ذهب للبلدية وهو لابس «سروال وفنيلة»! أتساءل أحياناً ما الذي يجعل إنساناً سوياً وربما تجاوز الثلاثين من عمره يرتدي بجامة نوم في الأماكن العامة؟ ألا تعلمنا قيمنا وتقاليدنا احترام الأماكن العامة والاهتمام بمظهرنا والمحافظة ولو على الحد الأدنى من «الذوق» داخل بيوتنا وخارجها؟ الله على أيام الصبا في قريتنا حينما كان الآباء يغضبون لو استقبلنا ضيفاً برؤوس حاسرة. كان كبار السن في قريتي والقرى المجاورة يعاتبون الشاب الذي يلبس ثوباً طويلاً ( ويسحب في الأرض). وينهرون من يغطي بالطاقية والغترة جبهته: ارفع غترتك يا ولد! كيف ستكون ردة فعلهم لو شاهدوا بعض شبابنا اليوم يتسكع في الشوارع بثوب النوم أو بالسروال والفنيلة؟ علموا أولادكم أن الخروج من البيت بالبجامة أو بالسروال والفنيلة عيب وقلة أدب!