لا يوجد لدى جماهير الكرة الاسكتلندية الكثير الذي يفخرون به كمنتخب قومي، فالمنتخب تأهل إلى كأس العالم 8 مرات، و مرتين إلى كأس أوروبا لم ينجح في تخطي الدور الأول في أي من البطولتين. حيث كان في أكثر المرات يخرج بطريقة درامية و على فارق هدف واحد يخطئ المرمى في بضعة سنتيمترات. ففي مونديال 1974 لم تخسر اسكتلندا أي من مبارياتها الثلاثة حتى مع حامل اللقب البرازيل، وفي مونديال 1978 فازت اسكتلندا على وصيف كأس العالم هولندا، لكنها خسرت أمام البيرو وتعادلت مع إيران. لكل خروج من الدور الأول حكاية، ففي مونديال 1986 كان يحتاج إلى هدف واحد فقط أمام الأوروجواي ليتأهل إلى الدور الثاني لكن الأهداف كانت تضيع بغرابة. أما على صعيد اللاعبين فقد أنجبت الكرة الاسكتلندية العديد من النجوم الكبار الذين لعبوا لأكبر الفرق الأوروبية و خاصة الإنجليزية و فازوا بالعديد من الألقاب القارية، مثل “كيني دالجليش”، و “جون وورك” و “ستيف أرتشبالد” و طبعا عمدة المدربين” السير اليكس فيرجسون”. ومع هذا التاريخ المتواضع للفريق القومي فقد قرر الاتحاد الاسكتلندي اتخاذ خطوات كبيرة لتغيير مسار الكرة الاسكتلندية، حيث استحدث منصباً جديداً و هو “مدير الأداء الوطني” و عين فيه المدرب السابق “مارك ووت”. السيد “ووت” عنده آمال كبيرة، والهدف أن يصل بالمنتخب الاسكتلندي ليس إلى نهائيات كأس العالم فحسب، بل إلى مستوى يؤهله لأن يصل إلى المباراة النهائية للمونديال. ”ووت” يقول إن هذا لن يتحقق في خلال سنتين من الآن، بل في خلال سبعة إلى ثمانية سنوات على أقل تقدير. ما الذي يجعل “ووت” بهذا الجنون فيحلم بأن يصل بفريق لم يتأهل إلى أي من البطولتين الكبيرتين منذ عام 1998، و لم يحقق في كأس العالم بعد ما حققته منتخبات مثل الكاميرون والمغرب وكوريا الجنوبية و نيجيريا و اليابان و منتخبنا الوطني؟ “ووت” وضع خطة تهدف إلى إنشاء سبعة أكاديميات كروية على مستوى عالمي و سيتدرب فيها 500 لاعب ناشئ بحيث يتمرن فيهم اللاعب 10 آلاف ساعة من عمر 10 سنوات و حتى 20 سنة، و هي المدة المطلوبة حسب تصريحه لبناء رياضي عالمي، و سيشرف على التدريب سبعة مدربين من كبار مدربي اسكتلندا، و هو يأمل في هذه الخطة أن يحذو حذو هولندا التي تهتم كثيراً بالأعمار الصغيرة و تنمية مواهبهم. فقط الأيام ستحكم على مدى نجاح هذه الخطة وما إذا أن كنا سنشاهد منتخبا اسكتلندياً قويا يقارع بالفعل باقي منتخبات القارة الأقوى في كرة القدم. . ما أعجبني في قصة “ووت” هو الخروج عن المألوف لبناء فريقا من الصفر، والتحدي الكبير والاهتمام بالمواهب الصغيرة وهذا ما تحتاجه الكثير من الدول الخليجية والعربية لبناء أجيال تأمل في شرف المنافسة بدلاً من المشاركة فقط في البطولات العالمية الكبرى. والكلمة السحرية الآن في عالم كرة القدم هي “الأكاديميات الكروية” فهي التي تصنع الكرة الآن و ستصنع الفارق أكثر وأكثر في كرة القدم مستقبلاً. اسكتلندا | كرة القدم