شهد مسرح جمعية الثقافة والفنون في الدمام مساء أمس، عرض أولى المسرحيات المشاركة في مسابقة العروض في مهرجان الدمام المسرحي للعروض القصيرة، الذي انطلقت فعالياته، مساء أمس الأول، بعرض مسرحية «الدود» لجمعية الثقافة والفنون في الرياض، وسط حضور متوسط من المهتمين بالشأن المسرحي. والمسرحية من تأليف راشد الشمراني، إخراج ثلاثة مخرجين، هم: أسامة خالد، وخالد المريشد، وشادي عاشور. وفي الندوة التطبيقية للمسرحية، قدم المسرحي نوح الجمعان قراءة للمسرحية، وجه فيها نقداً لمنفذيها، بداية من مؤلفها، مروراً بالأسلوب الذي اتخذه مخرجوها، بابتعادهم عن النص. وقال: «هل وصلنا لدرجة من فهم قواعد المسرح وأسسه حتى وصلنا لمرحلة التجريب؟»، مشيراً إلى أن العمل يحتاج إعادة تنظيم وترتيب ليتفاعل معه المتلقي، وموضحاً أن العرض اشتمل على حركة غير مدروسة ولا تعني شيئاً، بل مجرد إيماءات على خشبة المسرح يؤديها الممثلون دون وعي أو فهم لها. ودعا الجمعان جمعية الثقافة والفنون في الرياض للتفكير ملياً في هذا النوع من المسرحيات. من جانبه، رأى المخرج أسامة خالد أن ورقة الجمعان كان فيها إجحاف لمؤلف المسرحية. وأوضح أن وجود ثلاثة مخرجين يخرجون ثلاثة مشاهد مختلفة، مع وجود فكرة واحدة للمسرحية أمر صعب. وكان فريق عمل المسرحية قد قدم قبيل العرض تقريراً مصوراً عنها يتضمن الصعوبات التي واجهت الفريق في إعداد العمل، أخرجه ونفذه عبد الله العسيري. وهذا ما رفضه عدد من الحضور في الندوة أثناء مداخلاتهم. وأوضح الشاعر أحمد الملا أنه لم يستطع البقاء «لمشاهدة فيلم تعليمي»، فخرج وعاد بعد انتهائه لمشاهدة العرض. ووجه الملا نقداً لعدة جوانب في المسرحية مثل الحوار، وأمور أخرى، «أعطت جانباً من القبح للعرض». وارتأى المسرحي علي السعيد أن يتم تغيير مفهوم المسرح التجريبي إلى المسرح المجرد، مبدياً انزعاجه من ضعف الأداء التمثيلي في المسرحية. وقال: «نحن بحاجة إلى مدربي تمثيل أكثر من حاجتنا إلى مخرجين». وتكررت مداخلات منتقدة للمسرحية، من عدة جوانب مثل الموسيقى والتمثيل والسينوغرافيا، إضافة إلى الحوار والإضاءة. وأوضح أسامة خالد أن المسرحية عرضت سابقاً بشكل أفضل، مرجعاً سبب ضعف عرض البارحة إلى غياب المخرجين الآخرين، وثلاثة ممثلين، وهو ما اضطره إلى أن يأخذ دور أحدهم. واعترف خالد بتفاوت أداء الممثلين، وأقر بوجود عيوب، إلا أنه قال إن المنتقدين حملوا الأمر أكثر مما يحتمل، فهناك تجريب في المسرح، لكن التجريب في هذه المسرحية كان في تجربة الإخراج وفكرة المسرحية، داعياً الحضور لعدم الدخول في الجوانب الأعمق، لأن المخرجين لم يقصدوا ذلك. وأوضح راشد الشمراني أن المسرحية لم تكتمل بعد، وقال «أنتم متورطون معنا في هذه التجربة، وكنت أنتظر أن يتورط معي عدد أكبر، وهذه المرة الثالثة لعرض المسرحية». وقال «حرصت كثيراً على حضوري لهذه النقطة بالذات، فآرائكم متوقعة، ولو قيل غيرها كنت سأشك»، فالمسرحية «لم تكتمل بعد، وسيكتب لها النص».