يتابع قادة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وعلى رأسها حركة حماس، التطورات الأخيرة في سباق الرئاسة المصرية، وخاصة بعد دخول خيرت الشاطر القيادي في جماعة الإخوان المسلمين إلى المنافسة، رغم انشغالهم في الملفات الداخلية. ففي الوقت الذي لا تخفي فيه قيادات التنظيمات الإسلامية الفلسطينية سعادتهم بهذا الترشيح، وهو ما يترجمونه عبر متابعة متواصلة لأخباره وتطورات ترشحه، ترى الفصائل الليبرالية واليسارية أن وصول الشاطر إلى كرسي الرئاسة سيؤثر على نوع علاقة الإدارة المصرية القادمة بهذه الفصائل، وهو ما يترتب عليه قيام قيادتها برسم الخطوط العريضة لكيفية التعامل مع هذه الشخصية في المستقبل. ويصف رئيس تحرير جريدة الرسالة المقربة من حركة حماس وسام عفيفة هذه الحالة بقوله: «الفصائل الفلسطينية تتابع الانتخابات المصرية بوجهين أولهما فصائل تتوجه بالدعاء لصعود أحد مرشحي التيار الإسلامي مع تفضيل لأن يكون إخوانياً وبالتحديد خيرت الشاطر، وآخر يرجو أن يصعد مرشح ليبرالي ويحسب ألف حساب لوصول أحد أقطاب التيار الإسلامي بمختلف أطيافه إلى الرئاسة». وقال عفيفة ل»الشرق»: «صعود مرشح إسلامي سيفيد الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، لكن في ذات الوقت سيحرص أي رئيس مصري قادم مهما كان توجهه على أن يمارس دور الوسيط». ويختلف الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل مع عفيفة مؤكدا أن صعود أحد مرشحي التيار الإسلامي سيحمل العديد من المكاسب للفصائل الفلسطينية صاحبة التوجه ذاته وعلى رأسها حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة منذ العام 2007. وقال عوكل ل»الشرق»:» هناك حسابات سياسية كبيرة ومراهنات طفت من قبل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وعلى رأسها حركة حماس التي تتبع بشكل كامل لحركة الإخوان المسلمين العالمية، وهي تنتظر وتراقب بشغف مجريات التطورات وتأمل في أن يصعد مرشح الإخوان خيرت الشاطر لسدة الحكم». واعتبر أن صعود مرشح الإخوان سيحول مجريات التعامل والتعاطي مع حركة حماس التي تحكم قطاع غزة، وسيعود عليها بالدعم المالي والمادي والجغرافي وسيشهد قطاع غزة تحولاً كبيراً في التعامل.