اشتهر في التاريخ بشر من جبلة إبليس يتمتعون بالقتل والتعذيب وعلى نحو جماعي، منهم حمزة البسيوني المصري، وناظم كزار العراقي، وبول بوت من كمبوديا، وستالين من جورجيا، وهملر سيد الجستابو والطحطوح والجندي السوريان. يقول الأفارقة أن الأسد حين يتذوق لحم الإنسان للمرة الأولى يستطيبه! وكذلك كان الكانيباليزم (Cannibalism) أكلة لحوم البشر. يقولون أن لحم الغزلان طري بدون ملح ولحم البشر أكثر ملحا وأطيب مذاقا. لقد دفع حافظ الأسد يوما حين حاصر الفلسطينيين في لبنان في تل الزعتر أن تقدم البعض بالفتوى بأكل لحوم البشر الموتى دفعا لغائلة الموت جوعا. الأكيد كما جاء في فيلم على قيد الحياة (Alive) أن مجموعة من البشر سقطت بهم الطائرة في جبال الأنديز وانقطعوا عن العالم لمدة 72 يوما ولم يبق منهم على قيد الحياة سوى من أكل لحوم الأموات المتجمدة في الثلوج من رفاقهم ممن لم يصمد فمات، وهي قصة حقيقية حاول الفيلم الاقتراب من تفاصيلها. في الطب نعرف الساديين ويقابلهم المازوخيين وهو مرض جنسي لا يصل صاحبه أو صاحبته إلى الذروة إلا بإنزال العذاب في الآخر أو تلقيه منه. وحسب المناظر السورية ومدى القسوة المراقة فيها يصل الإنسان فيها بين منظر وآخر إلى صدمة نفسية وتوقف آليات العقل عن التفسير، وهي نصيحة أتقدم بها لمن يتابع الأخبار أن لا يغرق فيها حتى لا يصاب بالانسمام الإذاعي. يكفي أن يرى خلاصة الأخبار في نهاية النهار، وأيضا ليس قبل النوم لأنه لن يهدأ بنوم ولسوف يغرق في الكوابيس. هذا لمن لم تتبلد أحاسيسه بعد. وبالطبع، إنه ليس دعوة إلى التغافل عن قدر الشعب السوري وعدم مشاركته محنته، ولكن من أجل فهم أن الحالة حرب وصراع دموي طويل يحتاج إلى أعصاب وإعمال عقل لدفع السفينة السورية خارج الشعب المرجانية فلا تتحطم على الصخور الحادة، أو بتشبيه آخر إنها ولادة صعبة تخضع لعملية قيصرية حاليا كما كان الحال مع المهرج الليبي. نحن هنا أمام حلف غير مقدس ممتد من قمم إلى بقاع لبنان ومعركة الشعب السوري مؤلمة ومؤلمة جدا وتكليفها قد يصل إلى كلفة البوسنة والهرسك ومذابح سبرينيشكا.