كنا نستغرب (ونتقزز) عندما نسمع عن بعض الشعوب التي تأكل لحوم الكلاب والقطط والضفادع.. والعنوان أعلاه (أفواه وأوادم) أوحاه إليّ فيلم مشهور وقديم وجميل لعلكم تتذكرونه اسمه (أفواه وأرانب) بطولة فاتن حمامة ومحمود ياسين.. عندما أردت الكتابة عن فئة من (بني البشر) يأكلون اللحوم البشرية.. وليست هذه قصص تُروى من الخيال عن قبائل بدائية في أدغال أفريقيا.. بل حقيقة تؤكدها أحدث وسيلة معرفية (الانترنت) وقد شاهدت في إحدى القنوات الفضائية دكتوراً في علم التغذية تحدث عما تنشره (الانترنت) عن أكلة لحوم البشر وعن توفر تلك اللحوم وبأسعار (معقولة) وقال دكتور التغذية إن لحوم الانسان كبقية اللحوم الأُخرى الغنية بالبروتين والقيمة الغذائية.. ومشكلة أكل اللحوم عامة (في الدول الغربية ) أنهم يأكلونها (نصف استوى) وليس (ويل دَن) كما يقول محبي (الستيك) أي ناضجاً ومستوياً جيدا.. وهو مايجعل تلك اللحوم (بما فيها لحم الانسان) ناقلة لأمراض كثيرة.. وبعض الشعوب (غير المسلمة) لها ولع في أكل بعض أنواع الحيوانات التي يرتعد لرؤيتها الإنسان في العادة.. وأذكر انني في شهر نوفمبر من العام 1984 (عند انتهائي من الاختبارات النهائية التي نجحت فيها) قمت يزيارة لشرق آسيا القريبة من لاهور بصحبة عائلتي الصغيرة آنذاك.. وأثناء التجول برفقة (المرشد السياحي) رأيت الكثير من مطاعم وعشاق أكل التماسيح والأفاعي.. وكيف عرض علي أحدهم التمتع بتناول حساء أو (سناك) بلحم التماسيح أو الأفاعي.. فاكتفيت بشراء حذاء فاخر من جلودها (التماسيح) وأنا أنظر إلى بقية السواح وهم يقبلون على تناول شربة التماسيح (كروكودايل سوب) وسندوتشات (سناك) من عكرة التمساح أين منها عكرة الضب لدينا.. وتأمين التماسيح ولحومها يأتي من مكان غير بعيد اسمه (كروكودايل فارم) وهي غابة صغيرة بالقرب من حديقة (روز قاردن) يخترقها نهر صغير مليء بالتماسيح الداجنة (إن صح التعبير) للذبح للتلذذ باحتساء شُوربتها أو أكل لحومها أو جذب السياح للفرجة.. في ذلك البلد الشرق آسيوي البعيد.. ولا أزال محتفظاً بصورة لابني (الذي كان صغيراً) وأصبح كبيراً أفتخر به ويشعرني بأنني كبرت.. لا أزال محتفظاً بصورة له وثعبان كبير يطوق عنقه.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.