أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية أن التعليم في المملكة يشهد تطورا ملحوظا ولله الحمد مضيفاً أن التعليم في المملكة على مدى العقود الماضية يحظى بدعم واهتمام قادة هذه البلاد المباركة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مدللا على حرص الجميع على جودة التعليم بافتتاح مركز الملك فهد للجودة بمحافظة الإحساء. فيما رأى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل أن حجم المدخلات في قطاع التعليم مادياً ولوجستياً لا تتناسب أبداً مع حجم مخرجاته قائلاً " فعلى الرغم من الإنفاق السخي من قبل الدولة على هذا القطاع وعلى الرغم من توفر الإرادة الصادقة لتصويب مساراته .. إلا أن تعليمنا لا يزال يرتهن للأداء التقليدي الذي حول مدار مدارسنا إلى قاعات يملؤها السأم والملل والضجر، يجرجر أطفالنا أقدامهم إليها كل صباح بكل تثاقل منتظرين قرع جرس الانصراف على أحر من الجمر .. تماماً كما يريد من يفر من معتقل. جاء ذلك خلال حفل جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي الذي أقيم مساء أمس الأول بقاعة المؤتمرات في إمارة المنطقة برعاية سمو أمير المنطقة الشرقية في دورتها الرابعة والعشرين، بحضور سمو أمير منطقة حائل المتحدث الضيف للجائزة. المدخلات في قطاع التعليم مادياً ولوجستياً لا تتناسب مع حجم مخرجاته وقد بدأ الحفل المعد للمناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم بعدها ألقى رئيس لجنة جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للتفوق العلمي، الدكتور سعيد أبو عالي كلمة عبر فيها عن فرحته بالطلاب والطالبات من خلال تفوقهم العلمي وإبداعهم من خلال مسيرة الجائزة، مؤكدا حرص القيادة الرشيدة على التعليم واهتمامها في مواكبة التطور العلمي، مشيرا إلى أن الجائزة أصبحت محل تنافس بين الطلاب والطالبات، وأن الطلاب المتفوقين والمتفوقات انظموا إلى قائمة طويلة من نالوا شرف الجائزة البالغ عددهم خلال هذه المسيرة 2974 طالباً وطالبة. بعد ذلك ألقى كلمة الطلاب المتفوقين عبدالرحمن الجريفان، الذي أكد اهتمام الدولة بالتعليم وبأبنائها الطلاب في جميع المراحل الدراسية، وأن الجائزة تصب في مصلحة الطلاب والطالبات, ثم ألقيت قصيدة بالمناسبة. وسموهما يكرمان الطلاب المتفوقين ثم ألقى الأمير سعود بن عبد المحسن كلمة قال إن مقتضيات الأمانة الوطنية تستدعي أول ما تستدعي .. أن نتحلل من سلبياتنا، ومن توجساتنا غير المبررة، وأن نضع أيدينا في أيدي القائمين على التربية، لبناء تعليم ينجب لنا العلماء، ولا يتوقف عند طمس أمية القراءة والكتابة , تعليم يعكس حقيقة شخصيتنا الإسلامية والعربية، يساهم في الابتكار والإبداع والاختراع .. لا تعليم يعلمنا كيف نقرأ كتالوجات السلع المستوردة وحسب , مشيراً إلى أن الموارد البشرية تمثل اليوم الثروة الحقيقية المتجددة وغير القابلة للنضوب , إذاً ما لم نستغل ثرواتنا الراهنة، سواء على صعيد الإمكانيات المادية أو الديموغرافية في بناء نظام تعليمي متطور، يبني وينتج وينجز سنجد أنفسنا – لا سمح الله – ذات يوم في ذيل القائمة". وأضاف أمير حائل " لقد زارنا ذات يوم – ولعلكم تتذكرون – رئيس الوزراء الماليزي الأسبق مهاتير محمد ، الذي قاد بلاده في ظرف عشرين عاماً من التقوت على منتجات المطاط والكاكاو .. إلى أحد أهم النمور الآسيوية التي تصنع اليوم النقالات الإلكترونية وتستقطب الاستثمارات الصناعية من مختلف أرجاء العالم، وقد ألقى محاضرة في جامعة الملك سعود، وكانت نصيحته الأولى والأخيرة .. هي أن نهتم بمادتي الرياضيات و العلوم" ، ولأن الحكمة هي ضالة المؤمن .. فكم يسوؤني على الصعيد الشخصي أن أقرأ في مذكرات شيمون بيريز رئيس الكيان الأسرائيلي حينما يقول: إن بلاده تستثمر في عقول أبنائها أكثر من ما تستثمر دول الخليج مجتمعة في نفطها , وتساءل سموه : ما الذي يحول بيننا وبين الاستثمار في عقول أبنائنا من خلال التعليم ؟. وشدد سموه على أن نخرج من حساسيات الوصاية على التعليم , والتخلص من المزايدات وقال " نظام التعليم في بلادنا يعتمد على مؤشرات الأداء الكمي من حيث أعداد المدارس وزيادة الطلاب وارتفاع الإنفاق , بينما أن أي نظام تعليمي يفترض أن يعتمد على الأداء النوعي بالدرجة الأولى " , مشيراً إلى أن المناهج التعليمية، وأساليب التدريس، وأنظمة التقويم .. ما تزال ترواح مكانها، وتعتمد على الحفظ والتلقين والاستذكار , عوضاً عن التثقيف، وتوسيع المدارك وتنمية ملكات التلاميذ. مضيفاً "أن فقدان التوازن في خريطة المنهج التعليمي , أدى بدوره إلى إحداث شرخ كبير في نظامنا التعليمي، مستدلاً بالتقرير الصادر عن المركز الوطني للقياس الذي يشير إلى أن الطلبة الذين يحصلون على (90%) في اختبارات القياس يقلون عن 2 بالمائة , و80% من هذه النسبة المتدنية أصلاً من الطلبة غير السعوديين , وقال سموه " تظهر اختبارات أرامكو أن 84% من خريجي المدارس الثانوية الذين يتقدمون للشركة يقعون في مستوياتٍ مكافئةٍ للصف الثاني المتوسط، وربما أقل , وعاد سموه وقال " إن تقرير البنك الدولي قد وضع المملكة في مرتبة متدنية على مستوى العالم العربي، وتحديداً المرتبة 17 وهي مرتبة لا تليق بمستوى اهتمام المملكة ودرجة إنفاقها على هذا القطاع متسائلاً أليست هذه النتائج مخيبة للآمال ؟، خاصة إذا ما نظرنا إلى ربع الميزانية على الأقل لصالح قطاع التعليم، إذ تشير آخر إحصائية أن متوسط ما ينفق على الطالب السعودي يبلغ (19600) ريال. الأمير محمد بن فهد يلقي كلمته وقال سموه " للإنصاف فإنني أدرك أن صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم، وكافة أركان وزارته.. يعرفون واقع التعليم عن كثب، وأدرك أنهم يعملون كل ما في وسعهم لإنجاز خيارات استراتيجية غير مسبوقة لتحسين الأوضاع الراهنة , مشيراً إلى مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم الذي انطلق منذ العام 1426ه على مدى ست سنوات. وقال سموه إن قصور مخرجات التعليم عن مواكبة متطلبات التنمية المستدامة أصبحت إشكالية بارزة، وهي ظاهرة تعد من أبرز مثالب نظامنا التعليمي، إذ لا تتوقف النتائج السالبة لهذه المعضلة عند حدود الفاقد المالي، أو الهدر الاقتصادي، أو ما يسفر عنه من بطالة صريحة أو مقنعة. إثر ذلك ألقى الأمير محمد بن فهد كلمة رحب خلالها بالأمير سعود بن عبد المحسن بن عبدالعزيز على استجابته للدعوة والمشاركة ، وقال سموه " إن فخر جائزة التفوق العلمي والإبداع هو مشاهدة السعادة مرتسمة على وجوه الطلاب المتفوقين الفائزين بها وهي امتداد لدعم واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين يحفظهما الله للتعليم وتشجيعهم للطلبة والطالبات لمزيد من الإبداع والتميز والابتكار خدمة دينهم ثم مليكهم ووطنهم الغالي. وهنأ سموه جميع المتفوقين والمتفوقات الذين فازوا بالجائزة ليسهموا مع زملائهم الذين سبقوهم في التفوق لمزيد من العطاء وخدمة هذا الوطن , داعياً جميع الطلاب في المملكة وأولياء أمورهم والمعلمين إلى بذل المزيد من الجهد لتحقيق الإبداع من خلال الوسائل والطرق التي تحقق ذلك وتربي التفوق وتعنى بالمتفوقين في المنطقة الشرقية ومناطق المملكة بشكل عام. كما رحب سموه بضيوف الحفل ، شاكراً رئيس لجنة الجائزة وأعضاء اللجنة على حسن التنظيم ولمن أسهم في إنجاح الحفل. بعد ذلك قام الأمير محمد بن فهد والأمير سعود بن عبدالمحسن بتكريم الطلاب المتفوقين. ثم قدم أمير المنطقة الشرقية هدية تذكارية لسمو أمير منطقة حائل. فيما قدم أمير منطقة حائل هدية تذكارية لسمو أمير المنطقة الشرقية , ثم التقطت بعدها صور جماعية. الأمير سعود بن عبدالمحسن يلقي كلمته