بدأت ملاعب النجيلة الصناعية تفرض نفسها في محافظة القنفذة ساحبة البساط من الملاعب الترابية التي لم يعد لها قبول لدى الكثير من شباب القنفذة، وبدأ الملاك والمستثمرون في هذه الملاعب الصناعية في جذب الشباب نحوهم، وهو الأمر الذي ربطه الكثير من أهالي القنفذة بحداثة التجربة، وانعدام المنشآت الرياضية المناسبة لممارسة الرياضة بشكل عام ورياضة كرة القدم بشكل خاص بالمحافظة. “الشرق” قامت بجولة على عدد من هذه الملاعب التي تعيش عامها الأول بالقنفذة لرصد ردود الفعل تجاهها، يقول سالم الشهري: أتاح انتشار هذه الملاعب الفرصة أمامنا كمحبين لممارسة لعبة كرة القدم بدافع كبير، ولوقت أطول بعد أن تم تجهيز الملاعب بالإنارة، حيث إن الكثير من الملاعب الترابية في قرى ومراكز المحافظة كانت تفتقر إلى التجهيزات التي من المفترض وجودها في ملاعب كرة القدم التي يأتي في مقدمتها الإنارة، لذلك كان الوقت الوحيد المسموح به بممارسة كرة القدم هو في الفترة ما بين صلاة العصر والمغرب، وهي فترة ضيقة جدا خصوصا لمن يريد أن يستمتع بممارسة هذه اللعبة الشعبية. أضف إلى ذلك العوامل الجوية الأخرى التي لا تساعد أحيانا على ممارسة اللعبة في الملاعب الترابية كالغبار والأمطار التي تتسبب في تلف بعض الملاعب بالقرى لعدة أيام. ويقول الشاب محمد الغانمي: الإقبال الكبير الذي تشهده ملاعب النجيلة الصناعية بالقنفذة يعني حاجة شباب القنفذة إلى افتتاح منشآت رياضية تحتوي على العديد من الملاعب المهيئة لممارسة رياضة كرة القدم بالشكل الذي يتمناه شباب هذه المحافظة. ويطالب كل من عمر الناشري، عمر سويدي، موسى الفقيه، عبدالله القوزي، الملاك والمستثمرين في ملاعب النجيلة الصناعية بالقنفذة بخفض قيمة الإيجارات، حيث إن الأسعار التي يفرضها ملاك هذه الملاعب كبيرة ولا تتناسب مع دخل شباب المحافظة، حيث تصل قيمة إيجار الساعة الواحدة للملعب إلى 230 ريالا، وهو الأمر الذي يزعج الكثير من الشباب المحبين لكرة القدم. ويعلق بلغيث السفري وهو من المستثمرين في تأجير ملاعب النجيلة بالقنفذة قائلا: الكثير من الشباب يعتقد أن عملية إنشاء هذه الملاعب غير مكلفة، لذلك يطالبون بوضع أسعار لا يمكن قبولها، إنهم لا يعلمون حجم الخسائر الفادحة التي نتكبدها في سبيل إنشاء ملعب واحد، ولكم أن تتخيلوا أن تكلفة ملعب النجيلة الواحد الذي يبلغ طوله 53 مترا وعرضه 32 مترا تصل إلى 350 ألف ريال، هذا المبلغ الكبير يجبرنا على الاستدانة من أجل إتمام عملية إنشاء الملعب وهو ذات الأمر الذي يجبرنا كملاك على الصبر لأكثر من خمس سنوات في سبيل جني الأرباح، ويشير السفري إلى أن الجهات المختصة لا تتعاون معهم في سبيل تطوير هذه الرياضة في المنطقة، مضيفا: كل ملاعب النجيلة الصناعية ما زالت تعمل بالمولدات البترولية لعدم توفر التيار الكهربائي، كما أن الإجراءات الحكومية المعقدة التي نجدها كمستثمرين تحد من طموحاتنا في إنشاء ملاعب متكاملة تتوفر فيها كافة السبل الترفيهية الأخرى كصالات الألعاب والبوفيات وغيرها، لذلك نحن كمستثمرين نطالب الجهات المعنية بالوقوف إلى جانبنا ومساعدتنا في احتواء هؤلاء الشباب وجمعهم في مكان مناسب بدلا من تجمعاتهم في أماكن نخشى عليهم منها.