خلف الحربي - عكاظ السعودية اتضح أن الجني الذي شارك في عملية الفساد (ما يقضب العلم) أو (ما تتبلش في بقه فوله) كما يقول أشقاؤنا المصريون فقد تحدث أمام مجموعة من الرقاة في القصيم بكل شفافية قبل أن يدلي بشهادته التاريخية في المدينةالمنورة، وما زال الراقي فايز القثامي مصرا على أن أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حضروا جلسة استنطاق الجني ووثقوا شهادته التي تطرق خلالها إلى تفاصيل تتعلق بحكاية قاضي المدينةالمنورة المسحور، ويبدو أن هذا الجني مستعد للإدلاء باعترافاته بخصوص هذه القضية في كل المدن والقرى والبراري والقفار، بل إنه لا يجد أي حرج في عقد مؤتمر صحافي في أي خرابة مظلمة لشرح عمليات السلب والنهب المنظمة مستعينا بجهاز (بروجكتر)!، لأنه ببساطة يدرك أنه جني لا تطاله يد البشر ولا يمكن الحصول على بصمته الوراثية (DNA)!. ولكن محامي الوسيط الهارب الذي يقال إنه سحر القاضي يرى عكس ما نراه حيث طالب بضبط وإحضار الجني وسماع أقواله في المحكمة ومعاقبته إذا لم تثبت أقواله!، وبما أن المسائل دخلت في (البزلميط) ولم يعد من السهل تحديد الخط الفاصل بين الجد والهزل داهمني شعور بأن هذا الجني الفاسد قد يكون تلبس الراقي الشرعي ودفعه لقول هذا الكلام دون وعي منه كي ينجو القاضي من العقوبة، وحينها سوف يظهر علينا راق جديد يستنطق الجني مرة أخرى فيتضح أن القثامي هو المسحور وليس القاضي، وهكذا دواليك حتى يهرب الجني المتنقل بمئات الملايين ويشتري منزلا في أوروبا ويؤسس قناة فضائية تقدم الرقية الشرعية لمشاهديها عبر رسائل الجوال.. ورفعت الجلسة وكل عام وأنتم بخير! لا شيء ينفي احتمالية كون الراقي القثامي هو المسحور وليس القاضي، فالقول بأن جميع الرقاة كائنات مصفحة ضد اختراق الجن أصبح أمرا مشكوكا فيه بعد أن طار الجني الماكر بعقل قاض يحكم بكتاب الله يوميا، لذا يجب سؤال الرقاة الذين استمعوا للجني في القصيم والتأكد من حقيقة ما يقوله القثامي فإذا تضاربت أقوال هؤلاء الرقاة يستحسن الاستعانة برقاة أجانب كي نضمن الحيادية، تماما مثلما يحدث في المباريات الحاسمة في كرة القدم!.. ولكن الخوف كل الخوف أن يبدأ الجني ب(تسحيب) الرقاة واحدا بعد الآخر فيصبح لدينا مائة مسحور بعد أن كان لدينا واحد فقط! ستكون التقارير المرفوعة من الرقاة السعوديين والأجانب مفيدة جدا للمحكمة الموقرة فمن خلالها تستطيع تبين حقيقة الأمر، فإما أن يكون القثامي صادقا في قوله فتتم تبرئة القاضي المسحور ومعاقبة الجني الفاسد!، أو أن يتضح بالدليل القاطع أن الراقي فايز القثامي غير صادق فيكون بذلك قد حاول التغطية على القاضي المتهم في قضية الفساد لغاية في نفس يعقوب وهنا يكون الرجل قد شوش على العدالة وحاول عرقلة مسار القضية.. وهذه مسألة يجب أن لا تمر مرور الكرام! من وجهة نظري الشخصية أعتقد أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى العضو رقم 13 في عصابة المدينةالمنورة، فهل تراه يكون الجني.. أم الراقي؟!