أخذت تجارة الحبوب، التي تمتهنها بعض السيدات الإفريقيات حول الحرم المكِّي، تدرّ أرباحا كبيرة لهن، رغم أن سعر الكيس الواحد لا يتجاوز ريالا، وذلك بعد أن ازداد عدد الزوار الراغبين في إطعام الحمام الذي يملأ ساحات الحرم المكِّي، لدرجة أن بعضهم أخذ يقارنه بمثيله، الذي يملأ جنبات ساحة «ترافلغار » الشهيرة في لندن، وأصبح علامة مميّزة لها، مع الفارق في روحانية المكان وقدسيته. وعلى الرغم من أن بلدية لندن أصدرت قرارا بمنع إطعام حمام ساحة «ترافلغار»، وعلَّقت على واجهة الساحة لوحة كُتب عليها بخمس لغات بما فيها العربية «لا تُطعموا الحمام.. فهو يسبب الإزعاج ويضر بالساحة». بعد أن باتت تشكل مخلفات الطعام أطنانا من النفايات، إلا أن الأمر بدا مغايراً جداً هنا في مكَّة المكرَّمة، خاصة بعد تأكيدات بأن حمام الحرم طاهر، واصطياده يعد من المحرَّمات التي تستوجب العقوبة، فضلاً عن جمال منظره، وهو يطوف حول الكعبة المشرَّفة، إضافة إلى أنه غير مضر بالبيئة. وقال المستشار في الديوان الملكي السعودي عبدالمحسن العبيكان ل «الشرق» إن حمام البيت طاهر، ولا ينقض الوضوء، كما أن اصطياده لا يجوز.أما الخبير البيئي الدكتور فهد تركستاني فأكَّد ل» الشرق» أيضا، أن حمام الحرم لا يعيش في مستنقعات، وهذا ما يجعله طاهراً، كما أنه يبني أعشاشه في مكان بعيد عن الحرم.من جانبهم فإن زوار الحرم من جميع أنحاء العالم، لا يعبأون كثيرا، أو قليلا، بما يقال عن الحمام من معلومات صحية أو بيئية، حيث أصبحوا يعشقون التجوال في ساحات الحرم المكِّي وإطعامه، والتقاط الصور وسطه، كذكرى، وعلامة فارقة في حياتهم، قد لا يتاح لهم الظفر بها مرة أخرى في وقت قريب. حمام البيت لا يجد مشقة في الحصول على طعامه