قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أمس إن إيران ليست مخلصة في اقتراحها أن تكون دمشق أو بغداد بدلا من إسطنبول مكانا محتملا للمحادثات بشأن برنامجها النووي مع القوى الست الأخرى الأسبوع المقبل. وأضاف أردوغان في مؤتمر صحفي في أنقرة «الاقتراح المطروح في الوقت الراهن بأن تكون دمشق أو بغداد مكانا للمحادثات هو إهدار للوقت ويعني أنه لن يحدث لأنهم يعلمون أن الجانب الآخر لن يأتي إلى دمشق أو بغداد». وتحدث أردوغان عن الإيرانيين قائلا «يجب أن نكون أمناء، بسبب نقص الأمانة هم يخسرون دائما مكانتهم الدولية»، وتابع «هذه ليست لغة الدبلوماسية، الاسم الذي يطلق على هذا شيء آخر لكنني لن أقوله هنا». وفي السياق ذاته، ذكر مسؤول حكومي تركي أمس إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت المحادثات النووية المقررة بين إيران وست من دول العالم الشهر الجاري ستُعقَد في إسطنبول أم لا.وأردف المسؤول «إننا نجري الاستعدادات اللازمة على أي حال، ولكن ليس هناك شيء مؤكد حتى الآن»، في إشارة إلى جولة جديدة من المحادثات النووية بين إيران والدول الست، وهي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، والمزمع عقدها في 13 أبريل الجاري في المدينة التركية. كانت وسائل إعلام نقلت أمس الأول عن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلقاءه بظلال الشك على استضافة إسطنبول للمحادثات النووية، مشيرا إلى أن إيران ستتخذ قريبا قرارها النهائي حول مكان إجراء المحادثات.وتهدف المحادثات إلى حل الأزمة بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي يشتبه الغرب في أن له بعدا عسكريا، غير أن طهران تقول إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية.ويرى مراقبون أن التردد بشأن إجراء المحادثات في إسطنبول يمكن أن يكون مرتبطا بالخلافات بين تركيا وإيران بشأن الأزمة في سوريا، حيث أن طهران حليفة للرئيس السوري بشار الأسد، بينما تريد أنقرة تنحيه وتدين ممارساته القمعية الدموية ضد المعارضين، وكانت آخر جولة من المحادثات النووية عُقِدَت في إسطنبول في يناير 2011 انتهت دون حدوث أي انفراجة. في سياقٍ غير منفصل، وجَّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات حادة للأديب الألماني الحائز على جائزة نوبل في الآداب جونتر جراس، بسبب القصيدة التي هاجم فيها السياسة الإسرائيلية إزاء إيران. وقال نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه أمس الخميس إن «مساواة جراس المخزية لإسرائيل مع إيران، النظام الذي ينكر محرقة النازية الهولوكوست ويهدد بتدمير إسرائيل، لا تقول شيئا عن إسرائيل بقدر ما تقول عن جراس نفسه». وكان جراس وجه انتقادات حادة إلى السياسة الإسرائيلية إزاء إيران، قائلا إن «إسرائيل، القوة النووية، تهدد السلام الدولي الهش بطبيعته» وذلك في قصيدة نشرت أمس الأول في عددٍ من الصحف الألمانية بعنوان «ما يجب أن يقال». وأضاف نتنياهو في البيان «إنها إيران وليست إسرائيل التي تشكل تهديدا للسلام والأمن في العالم، إنها إيران وليست إسرائيل التي تهدد الدول الأخرى بمحوها، إنها إيران وليست إسرائيل التي تدعم المنظمات الإرهابية التي تطلق صواريخ على المدنيين، إنها إيران وليست إسرائيل التي ترجم النساء وتشنق المثليين جنسيا وتقمع ملايين من شعبها بوحشية». وذكر نتنياهو أن جراس تكتم ستة عقود على انضمامه إلى سلاح «إس إس» النازي ، الذي كان منوطا به حراسة المعتقلات إلى جانب خوض أعمال قتالية. وأضاف نتنياهو إنه لذلك ليس متفاجئا الآن بأن جراس يرى في الدولة اليهودية الوحيدة الخطر الأكبر على السلام العالمي، وختم نتنياهو بيانه بأن «الأشخاص المستقيمين ينبغي عليهم إدانة تلك التصريحات المتعجرفة والمرفوضة»، بحسب البيان.