اعتبر الباحث الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد بن صالح الزعاق أمطار الرياض خلال الأيام الجارية «أمطارا صيفية» مؤكدا أن فائدتها تتمثل في إطالة فترة اخضرار الربيع، مشيرا إلى أن السجلات المناخية تدل على أن شهر أبريل هو الأغزر مطراً على مدينة الرياض خصوصا، والمنطقة الوسطى عموما. وأوضح الزعاق أنه خلال هذه الأيام «تحولت الرياح إلى جنوبية وجنوبية شرقية نتيجة منخفض جوي متعمق في طبقات الجو العليا، فأمطرت السماء بعد أن دخلت على شمال ووسط شبه جزيرة العرب جبهة عميقة تأثرت بها مناطق الشام، وتسربت منها سحب باردة صادفت أجواء حارة عندنا، فأمطرت بزخات غزيرة على مناطق حائل والقصيم والمجمعة والزلفي وواصلت مسيرها وهطلت على الرياض وما زالت الفرصة لهطولات مطرية على مناطق الرياض والقصيم». وأكد أن شهر أبريل من بين شهور السنة التي تتصف بالمفاجآت، حيث يعد موسم «السرايات» الفعلي، والسرايات اسم محلي يطلق على المنخفضات الجوية الحرارية التي تتكون بفعل التسخين، وقد تبدأ قبل شهر أبريل بقليل، وتمتد إلى نهاية شهر مايو، وكل ذلك يعتمد على الظروف الجوية لتخلق سحابة السراية. مشيرا إلى أن تسميتها ب»السرايات» معروف عند أهل الشرقية والخليج، و»مراويح الصيف» عند الحضر، و«الروايح» عند أهل البادية في نجد، وهي السحب التي تتكون بفعل التسخين الذاتي، وعادة تكون سريعة النشوء وأمطارها غزيرة جداً ومشوبة بغبار عالق وربما نزلت معها حبات برد مصحوبة برعد تتسارع نبضاته بصخب وبرق ذي لهب يرى من مكان بعيد، وقال «سميت سراية لأنها تسري أي تسير ليلاً، ومراويح لأنها تروح صباحاً وترجع مساءً، والروايح لها ريح قبل مجيئها ويقصد بها حركة الرياح الشديدة أي أنها تسبق مجيئها برياح شديدة». يشار إلى أن غزارة الأمطار الصيفية عادة ما تتركز في موسمي الحميمين والذراعين، الأمر الذي يجعل الكوارث الجوية تتركز خلال هذين الموسمين. جانب من الأمطار التي شهدتها العاصمة الرياض أمس الأول (تصوير: رشيد الشارخ) مياه الأمطار تملأ الشوارع الرئيسة فتاتان تتنزهان في إحدى حدائق الرياض عقب هطول الأمطار