آلاف من غلطات «الإخوان» على امتداد تاريخها ستكون بكفة بينما غلطة «الشاطر» وحدها ستربض على الكفة الأخرى! إنها عقدة شيوخ الإخوان وما امتازوا به من اعوجاج فقهيات فهومهم «لنصوص السياسة الشرعية» التي يتم إدارة رحاها في الغالب وفق «حرث الدنيا»؛ ذلك أن «شيوخ الإخوان» تجاوزوا مرحلة مضايق «الخبز الحافي» بمشاق عنته ومسغبة ضنكه وأفضوا الآن إلى مرحلة بحبوحة جنة «الشطار» وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.وغاية ما يمكن قوله: إن الهرم قد طاول «قيادات الإخوان» حد «الزهايمر» فكيف لهم إذن أن ينتظروا «أربع سنوات أخرى عجاف» وهم لما يروا بعد بأم أعينهم مظاهر «التمكين» في أرض الكنانة وبخاصة أنهم هم -دون صغار الإخوان- من تجرع ويلات الابتلاء في سجون الهالك عبدالناصر. إذن فيعز عليهم أن يضعوا أيديهم على خدودهم أربع سنوات قادمة -ربما لا يبقى حينها أحد منهم على قيد الحياة- كما أن المؤمل غيب ودنيا السياسة القذرة حبلى بمتغيرات لا تخبر تفاصيلها إلا القابلة «أمريكا»! هذا فيما أحسب -يا سادة- سر التخبط الإخواني وتباين تصريحاتهم المخاتلة «نرشح لا مش عايزين نرشح.. لا عايزين نرشح.. لا مش عايزين» وأخيرا بمدد من سيدي «طنطاوي» حضر فقه التمكين؛ ليكون الإخوان كلهم «شطارا» بهذا الاختيار! بينما أعينهم تتجه نحو (السجون) وكأن مصر معودة بأدوار متبادلة فيما بين أبنائها.وهاهنا دلالة «شاطر» بلغتنا العربية: شاطر مفردة مشتقة من شطر، بمعنى: قسم أمرا فجعله نصفين، وشاطَرَه مالَهُ أي اقتسمه معه.أما في ال شاطر، فمفردة تطلق على مَن ترك أهله مخالفا لهم في سلوكه، وفي لسان العرب أيضا، تطلق على من أعيا أهله ومؤدبه خبثا وفي مثل معناها شطارة.وتفسير ذلك، أنه -الشاطر لما شذَّ في سلوكه عن سلوك أهله، واستن له مذهبا يتوافر على الفساد والإفساد إذ كان مغايرا لما عليه مذهب أهله، فكأنه انشطر عنهم، وصار جزءا منفصلا عنهم بأخلاقه وسلوكياته.وعلى هذا، فأبرز صفة يتوافر عليها الشاطر هي: الدهاء، وبتعبير ابن منظور في اللسان: «...» وفي أيام الدولة العباسية يطلق مصطلح «الشطار» على أهل البطالة والفساد. وبعد.. فأتمنى أن تحفظوا عني هذا البيت: لكل شيء آفته من جنسه حتى الحديد سطا عليه المبرد وثمة بيت آخر كان يتمثله الشيخ محمد عبده يجدر بكم حفظه: ولكن دينا مثل دين محمد أحاذر أن تقضي عليه العمائم