أسئلة عديدة تتبادر إلى ذهني بمجرد ذكر اسم محمد مراح، قاتل تولوز الذي أردى بدم بارد سبعة أشخاص منهم ثلاثة أطفال يهود، وحاخام، وثلاثة من رجال الشرطة. من هو محمد مراح؟ هل هو من القاعدة حقا أم أنه مضطرب نفسي؟ في تصريح لخال مراح لشبكة CNN قال (كانت طباعه غير سوية، يسرق ويقوم بأفعال قادته عدة مرات إلى السجن، وآخرها كان سنة 2010، حيث حكم عليه بالسجن في جريمة سرقة ب18 شهرا، ووقتها تغيرت حياته كلية، فبعد أن كان إنسانا مرحا ويحب اللهو صار متطرفا، بعد خروجه من السجن (في فرنسا) اتصل بي وبدأ يسألني عن الصلاة، وأي إمام يمكنه أن يلجأ إليه ليتعلم منه، ولكن لم أكن أتوقع في يوم ما أنه سيكون متطرفا إلى هذا الشكل الذي وصل إليه). تلك التصريحات المنسوبة لخال مراح تثبت بأن أول خيوط التغيير بدأت معه في السجن الفرنسي، خصوصا بعد نفي رواية سفره لباكستان وأفغانستان، وهذا يدل على وجود تيارات إسلامية متطرفة داخل السجن الفرنسي وخلايا نائمة خارجه هي من ساهم في تغيير أفكار ذلك الشاب الطائش، وتولت بعد خروجه تدريبه وتزويده بالسلاح مما أدى لارتكاب تلك المجزرة المروعة التي كان من أول نتائجها تصريح الرئيس ساركوزي بعد تصريح والد مراح بمقاضاة فرنسا لقتلها ابنه (تلقيت بسخط إعلان والد قاتل سبعة أشخاص عن قراره رفع دعوى قضائية ضد فرنسا إثر قتل ابنه. وأضاف عندما علمت بخبر اعتصام نساء محجبات منددات بموت القاتل، أعطيت أوامر للشرطة بتفريقهن. فلن نسمح أبداً بمثل هذه التصرفات على تراب الجمهورية. وأعلن عن التعجيل بإجراءات طرد المتطرفين، متوعداً جميع أولئك الذين تفوهوا بكلام مسيء لفرنسا ولمبادئ الجمهورية بعدم السماح لهم بالدخول إلى بلدنا. فرنسا تغلي غضبا من تلك الجريمة، وستكون النتيجة وخيمة على أكثر من خمسة ملايين مسلم فيها، وتصريح مارين لوبن مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية ليس عنا ببعيد حين قالت (إن حادثة تولوز التي ارتكبها الفرنسي من أصول جزائرية محمد مراح وراح ضحيتها نحو سبعة أشخاص هي بداية لتقدم الفاشية الخضراء في البلاد. كما أشارت في مؤتمر شعبي لها إلى أن الضواحي الفرنسية مليئة بالتطرف والأصولية متوعدة في حال فوزها فى الانتخابات الرئاسية بتركيع «الإسلام الأصولي» في فرنسا). عودة موجة العنف الأصولي من خلال رماح، لا يدع مجالا للشك بوجود حركة أصولية وخلايا نائمة لها أرتباطات بالقاعدة في فرنسا، لذلك ينبغي على مسلمي فرنسا التبرؤ من المسؤولية بإدانة فعل محمد رماح، وكل فعل متطرف، خصوصا في بلد علماني وينشط به اليمين المتطرف المعادي للوجود الإسلامي على التراب الفرنسي، فعل والد رماح، والمظاهرات المنددة بقتله قد تجبر السلطات الفرنسية على القيام بحملة تضييق على المسلمين، هذا عدا موجة الانتقامات والاعتداءات على المسلمين والمساجد والمصالح الإسلامية بشكل عام.