انطلقت أمس، فاعليات الحملة الشبابية لإحياء عين القشورية التاريخية بمحافظة القطيف التي بدأ التحضير لها منذ الأسبوع الماضي، حيث نظم الشباب عدة برامج بينها ركن تراثي شعبي أقيم في محيط العين وأعمال تجميل وتعتيق السور الخارجي لها على الطريقة التراثية والغوص إلى قاع «التنور» لإكمال تنظيفها من العمق. وكان شباب بلدة الجارودية أطلقوا مع جمعية الخليج الأخضر في مدينة صفوى لحماية عيون المياه الأثرية، حملة لإحياء عين القشورية التاريخية في بلدتهم، وبدأت التحضيرات منذ الأسبوع الماضي، وصولاً للفعالية الكبرى التي انطقلت يوم أمس. وكشفت أعمال إحياء عين القشورية التاريخية في بلدة الجارودية، عن تكوين العين الجيلوجي وطبقات الأرض المتعددة، بعد مرور آلاف السنين على بنائها، وحوالي عقدين من الزمن على نضوبها، إذ كانت مياهها تتدفق بغزارة لتروي بساتين النخيل المجاورة للبلدة، ويستمتع الأهالي بالسباحة في مياهها العذبة. وقال السيد ماجد الطويلب ل»الشرق» أمس، إن العين وبعد إزالة معظم المخلفات من نبعها، كشفت عن وجهها الحقيقي الساحر وبدت غنية بالألوان وبالتشكيلات الصخرية الجملية التي تكونت مع مرور السنين، متمنياً أن تعود الحياة لها من جديد وترجع إلى سابق عهدها بفضل سواعد أبناء البلدة الذين أخذوا على عاتقهم مواصلة المشوار في أعمال إحيائها بحسب الإمكانات المتوفرة. وأضاف الفوتغرافي السيد محمد آل طالب الذي يعمل على توثيق الفعالية فوتغرافياً أولاً بأول، أن معلم العين هو أحد المعالم التاريخية في المنطقة، مطالباً الجهات المعنية بالمبادرة في حماية هذا الموقع وتطويره ليكون موقعاً سياحياً وطنياً يحكي جزءا من تاريخ هذه المنطقة. وأشارعضو الجمعية التاريخية السعودية، المؤرخ علي الدرورة إلى أن عين القشورية كشفت عن سر العمارة بالنسبة للعماليق وهذا سراً تبوح به العين لأول مرة ، حيث أنه من النادر اكتشاف مثل هذا الطراز المعماري في بناء الينابيع الجوفية، وإذا كانت هذه العمارة على عمق قرابة ال 15 متراً فهذا يدل على أن العمارة موجودة في كثير من العيون في المنطقة ونأمل أن يدرس هذا التقليد المعماري في المستقبل. وأوضح المؤرخ الدرورة أن اسم عين القشورية ارتبط بقرية القشورية التاريخية التي كانت عامرة بأهلها في القرن الحادي عشر الهجري وقد كشفت الوثائق التركية في القرن التاسع الهجري عن أسماء أعلام تلك القرية وهذا يدل تاريخياً على أن المكان مأهول بالحضارة منذ أكثر من خمسة آلاف سنة ميلادية. وقال الدرورة «إن شباب بلدة الجارودية ولخوفهم على اندثار آثار المنطقة التي تتعرض للدمار يوماً بعد يوم، أخذوا زمام المبادرة لكشف العيون الأثرية التي شارفت على الاندثار». قاع العين كما بدا بعد الانتهاء من أعمال التنظيف