ركز متحف ملتقى إبداعات مكّيّة في عرضه لتراث مكةالمكرمة على تجسيد الأحياء المكية القديمة، وما تحتويه من معالم تميزها عن غيرها، والتعريف بعادات أهلها في تواصل النساء بين بعضهن في الفترة الصباحية، وتجمعات رجال الحي قديما، من خلال بناء المراكز المخصصة لهم بالحي، إضافة إلى بناء نموذج بالطين للبيت المكي يعرض فيه الأثاثات القديمة ومقتنيات المرأة ولباس الرجل المكي. وعنى المتحف بالتعريف بنشاطات رجال مكة القدماء في خدمة حجاج بيت الله الحرام في موسم الحج ، من خلال استخراجهم لمياه زمزم من الآبار وتحليتها بمواد طبيعية بسيطة وتقديمها للحجاج، ما جعلهم يلقبون ب «الزمازمة» نسبة إلى مهنتهم التي يزاولونها، إضافة إلى تصوير مراحل تطور نشاطاتهم عبر الأعوام، إلى أن أصبحت في الوقت الحالي مكتبا موحدا للزمازمة بدلا من الطوائف المتعددة. من جهته، ذكر الناطق باسم العلاقات العامة لمكتب الزمازمة خالد زهدي ل «الشرق» أن الرجل الزمزمي في القدم كان يخدم الحاج بيده داخل الحرم وخارجه، وذلك باستخراج ماء زمزم من البئر وتخفيف ملوحته بالزبيب والتمر، ليتمكن من شربه، ثم ينقل بواسطة «القربة» إلى الزير ثم يوضع الماء في الدوارق ويسقى بها الحجاج داخل الحرم وخارجه، لافتا إلى اجتهاداتهم في وضع نيشان على الدوارق من خلال خلطهم لشمع العسل مع الفحم المطحون كحبر والمسواك كقلم يكتب بهما على الدورق اسم المالك ليسهل على شيخ الطائفة معرفة مالك الدورق من العلامة المكتوبة عليه.