أكد ل «الشرق»: الفنان محمد عيسي، وهو أول ممثل سعودي شارك في الدراما والسينما التركية، أن أمه هي الوحيدة التي أوفت له يوم خذله الأصدقاء، وخانه «الأوفياء»، وغدر بي الأصفياء «حيث وقفت معي بقلبها الحنون، وبدموعها الساخنة، وبآهاتها الحارة». وأضاف عيسي أنه بدأ التمثيل من خلال مسرح جمعية الثقافة والفنون في جدة، ولم يخبر أمه بذلك خوفاً منها، ولكن سرَّه انكشف عن طريق أقارب، ومن مشاهدتها لبعض الأدوار والمسلسلات في «مقالب أبو عرام»، ومسلسل الأطفال «بابا فرحان»، الذي كان يتلهف الأطفال لرؤيته. وأوضح عيسى أنه بسبب ظروفي الدراسية انقطعت عن التمثيل لمدة ست سنوات: لأن أمي كانت حريصة على إكمال تعليمي، وعندما حصلت على شهادة الماجستير عاد حنيني إلى التمثيل، برغم معارضة أهلي المتدينين، ولكنني بذلت المستحيل لإكمال مشواري وإقناع أمي التي رافقت مسيرتي الفنية، وصولاً إلى لقائي بالفنان فهد الحيان، ومشاركتي في «غشمشم». وبين الفنان محمد أنه بسبب كثرة سفره إلى تركيا ودرايته باللهجة التركية، قابل عدداً من المخرجين والمنتجين الأتراك، واتفق معهم على القيام ببعض الأدوار «أخذت دوراً في أضخم عمل سينمائي تاريخي تركي، وهو فيلم السلطان محمد الفاتح، الذي يتكلم عن الدولة العثمانية، وكان دوري فيه وزير السلطان مراد الثالث». وأضاف «شاركت أيضاً في أكثر من مسلسل باللغة التركية لإجادتي لها؛ نظراً إلى أن والدتي من أصول تركية، ولأنني متزوج من فتاة تركية». وتابع عيسى أن أمه كانت تسانده كثيراً عندما يتعرض لمشكلات، وأنه كان يتفاجأ بأنها على علم بأشياء كثيرة في الحياة، وهي من تحل بعض المشكلات، وعندها «كنت ألاطف أمي وأذكِّرها بأنني طفلها الصغير لتعفو عني وأنجو من العقاب، ولكنني لم أنجُ دائماً من العقاب. ومع كل لا أنسى كم غسلت خدودها الدموع حينما أسافر وكم سهرت يوم أغيب وأمرضُ، وقفتها أمام الباب تنتظرني والعيون تدمع فرحاً عندما أعود من السفر، وإذا خرجتُ من البيت وقفت تودعني بقلب يقطر أسى، تزوجت وكبرت، وأصبح لدي أبناء، ولكنني مازلت عند أمي صغيراً، حتى لو خط الشيب رأسي فأنا لديها طفل، وهي الوحيدة المشغولة بأمري». وأنهى الفنان حديثه بنداء لأمه يقول فيه (يا أمي كيف أردّ الجميل لكِ بعدما جعلتِ بطنكِ لي وعاء، وثديك لي سقاء، وحضنكِ لي غطاء، يا أمي أنا كلي خجل وحياء، إذا نظرت إليك وأنت في سلّم الشيخوخة، وأنا في عنفوان الشباب، تدبين على الأرض دبيباً وأنا أثبُ وثباً، حيث وجدت أمي طائعة راضية لا تطلب على تعبها أجراً ولا شكراً، وإنما سخوتِ بها حبّاً وكرماً، أنظر إليك الآن وأنتِ تودعين الحياة وأنا أستقبلها، وتنهين العمر وأنا ابتدئه إذا جثوتُ عند أقدامكِ فأنا طفلكِ الصغير، وابنكِ المدلّل، فأصبح صفراً يملأني الخجل ويعتريني الوجل، فألغي الألقاب وأحذف الشهرة، وأشطب على المال، وأنسى المدائح؛ لأنك أم وأنا ابن، ولأنك سيّدة وأنا خادم. ربِّ اغفر لوالدي وارحمهما كما ربّياني صغيراً، وأرغب من أمي رضاها الدائم عني). الفنان محمد عيسى مع والدته وزوجته (الشرق)