اختتم مهرجان «قس بن ساعدة»، في نسخته الأولى أمس، فعالياته بجلسة نقاش حميمة بين المثقفين من الضيوف والمشاركين في بهو فندق «هوليدي إن» في نجران. ودارت الجلسة حول الشأن الثقافي في المنطقة خاصة، وفي المملكة بشكل عام، واستعراض عدد من الأفكار والرؤى الفكرية. وأثنى الضيوف، بشكل عام، على فكرة المهرجان، وجهود القائمين عليه، والنجاح الذي حققه، رغم الظروف التي منعت عددا كبيرا من الضيوف من الحضور. ونظم المهرجان، الذي انطلقت فعالياته الإثنين الماضي، نادي نجران الأدبي، برعاية «الشرق» إعلامياً. وأجبر غياب الدكتور محمد آل زلفة والدكتور عبدالعزيز الهلابي، المنظمين إلى إلغاء محاضرة «نجران وتعاقب الحضارات»، التي كانت ضمن خطة المهرجان. معرض الكتاب وأوضح المشرف العام على معرض الكتاب صلاح الرشيدي أن المعرض شهد إقبالا من العائلات والشباب وطلبا متزايدا على العناوين الفكرية والروائية، مؤكدا أن المشاركين في المعرض باعوا أكثر من عشرين ألف كتاب، رغم قصر مدة المعرض، وقلة العناوين المعروضة مقارنة بمعارض الكتاب الأخرى. محاضرة طيران وكان الباحث السعودي سالم طيران استعرض في محاضرة ألقاها، أمس الأول، حول «خط المسند في جنوبي الجزيرة العربية»، الفترات المتعاقبة لخط المسند في جنوب الجزيرة العربية، والأماكن التي يتمركز فيها خط المسند في اليمن القديم، كما تحدث عن حروف الخط بأصواتها ومميزاتها في النقوش التي ظهر فيها الخط في تلك الأماكن. وتطرق طيران إلى جهود الباحثين والعلماء الأوروبيين في اكتشاف النقوش ودراستها في النصف الأول من القرن العشرين، واستطاع بعدها علماء ألمان في فك رموز المسند باليمن، وإيضاح عناصر النقوش، ومضامينها، من النصوص الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية، مستعرضاً صورا حية منها، شارحاً بشكل سريع كيفية قراءة النقوش، والتوافق الكبير بين خط المسند، واللغة العربية، في الأفعال والظرف وحروف الجر. واختتم طيران محاضرته بالإجابة على عدد من المداخلات حول النقوش الأثرية في جنوبي الجزيرة والخطوط التي كتبت بها. أمسية شعرية وفي أمسية شعرية، ضمن فعاليات المهرجان، أجبر عضو نادي الأحساء الأدبي، الشاعر جاسم الصحيح، الحاضرين على التصفيق أثناء إلقائه قصيدته «قتنة التنصيص.. لهفة الأقواس»، وتميز بها في الأمسية، التي شارك فيها أيضاً، الشاعر اللبناني بلال المصري، والشاعر اليمني هاني الصلوي، بالإضافة للشاعر والناقد عبدالله الصيخان، الذين قدموا مجموعة من قصائدهم، حيث ألقى المصري عدداً من نصوصه، أبرزها «لأنكي» و»حلم»، وقدم الصلوي عدة قصائد، شعرية ونثرية، منها «أعرفها بشامة أجهلها» و»أيقنت غاية المعنى»، فيما ألقى الصيخان بعض نصوصه مثل «طيبة» و»فاطمة»، وقراءة في ديوانه «هواجس في طقس الوطن»، قبل أن يلقي الصحيح عدة نصوص متنوعة من قصائده. فعاليات نسائية وضمن الفعاليات النسائية في المهرجان، أقيمت مساء أمس الأول، أمسية في قاعة «قس بن ساعدة» بعنوان قراءة في الشعر الفرنسي، شاركت فيها مهدية الدحماني والدكتورة عديلة دالي، التي استعرضت الشعر الفرنسي في القرون الوسطى، وركود الأدب والنهضة وشعراء الكوكبة في القرن السادس عشر، وشعراء المدرسة الرومانسية في القرن التاسع عشر، بالإضافة لشعر الانحطاط في القرن العشرين. في حين تحدثت الدحماني عن عدة أنواع من الشعر الفرنسي المترجم إلى اللغة العربية، مبينة وجه الشبه والاختلاف بينه وبين الشعر العربي، وكيف تترجم النصوص الشعرية الفرنسية إلى العربية، بما يتماشى مع تقاليد المجتمع العربي وعاداته.