يسعى الفنان التشكيلي زمان جاسم، من خلال معرضه «الآخر»، الذي افتتح الإثنين الماضي، في دبي، إلى توجيه رسالة بأهمية التعايش بين جميع البشر، وتقبلهم لبعض باختلافاتهم العرقية والدينية والثقافية وغيرها من أوجه الاختلافات بينهم. ويعرف جاسم معرضه بقوله: «الآخر، كأنا، ضفتان يصنعانِ بالمعية نهراً، كجُغرافيا واحدة، نحياها متلاصقين، مسالمين فلا البحر في كلينا يعادي براً، ولا البر في كلينا يعادي بحراً». تأتي فكرة هذا المعرض، الذي يقام على صالة «الكورتيارد»، ويستمر المعرض مفتوحا لمدة شهر كامل، مختلفة هذه المرة عن الأفكار السابقة لجاسم، حيث جسد «الآخر» على هيئة طبق «ستلايت»، ليشكل العمل الفني، في هذه التجربة، طريقاً في فهم الآخر، وتقبله. وحول جاسم هذه الأطباق إلى أعمال فنية، في محاولة منه لتصنيع أو تشكيل بعدٍ أو آخر غير الموجود، قد يكون أكثر تفهماً وحباً واندماجاً مع المختلف. واستخدم جاسم في هذه التجربة العديد من الخامات المختلفة، منها البسيط والمعقد، ومنها اللين والقاسي، والسائل والجامد، ومنها الثابت والمتحرك. وحاول في أعماله تطويع مختلف المعادن والمواد المستخدمة، مثل الحديد والنحاس والخشب وبقايا مخلفات المصانع، وغيرها من مواد، لتجسيد الآخر، وإعطاء إشارات عديدة، أهمها «نعم جميعنا جسد واحد، واختلافنا أشبه بوظائف الجسم المتعددة، لذا لا يمكن أن نعيش دونها». ولم يغب الحرف في تجربة جاسم هذه، وكان حاضراً، بل مباشراً في معظم أعمال المجموعة، فحملت كلمات «حب» و»محبة» وحرف الواو، الذي كان يتناول قضية الواسطة في المجتمعات، وتغييب الآخر. ويشارك في هذه التجربة نص أدبي موازٍ لتجربة معرض «الآخر»، للكاتبة أمجاد العبد العال، التي قدمت قراءات متنوعة للأعمال، وكلمة عن التجربة بعنوان «الآخر: معرض مهندم بعولمة»، كما تم طباعة كتيب ضم ست لوحات جديدة، التي تمثل تجربة «الآخر» بتفاصيلها الدقيقة، وقراءة كاملة للكاتبة أمجاد حسن مترجمة للغة الإنجليزية. يذكر أن الفنان زمان محمد جاسم، متفرغ للفن حاليا، بعد أن خدم في وزارة التربية والتعليم كمدرس لمادة التربية الفنية 23عاماً، وله عدة مساهمات ومشاركات، داخل المملكة وخارجها، وفاز بأهم الجوائز التشكيلية التي أقيمت في المملكة، مثل الجائزة الأولى في مسابقة السفير، والجائزة الأولى في مسابقة ملون السعودية، والفن السعودي المعاصر، وجائزة الباحة، وغيرها. كما فاز بالعديد من الجوائز المقدمة من خارج المملكة، مثل جائزة بينالي الخرافي الدولي، ومعارض دول مجلس التعاون الخليجي في الكويت ومسقط. وأقام أكثر من عشرة معارض شخصية في المملكة والكويت والإمارات والبحرين ومسقط، ومعرضين فرديين في باريس.