الفيديو ارت ساهم وشوه جماليات العمل الفني مازال الفنان السعودي زمان الجاسم، الذي تعرض أعماله في قاعة (الكورتيارد) بدبي؛ وتنتمي تجربته إلى الاتجاهات الحديثة في الفن التشكيلي، يقترح رؤية جديدة تجاه هذا الزمن من خلال معرضه (خامس المواسم)، وذلك عبر إعلان ولادة فصل "جماليٍ" جديد، يضاف إلى ما نعرفها من الفصول الأربعة. وحول تجربة معرض (خامس المواسم)، يقول زمان القادم للتو من دبي: عصرنا الحالي عصر لاهث ويتسم بالتغير السريع، وفوق ذلك غير واضح المعالم وغير مفهوم؛ ربما تتضح معالمه للأجيال القادمة؛ انه عصر مشوش ومختلط ومتمازج، تماما كتمازج الفصول الأربعة لتلد فصلا خامسا وهو ما أسميته "خامس المواسم"، هذا على مستوى الفكرة، أما الشكل فهو مقترحٌ آخر يبتدعه الفنان السعودي عبر هندسة و تصميم أشكال هي من نتاج مختبره الفني، فالأشكال المعروضة تتكون من خامات متعددة أهمها هو نحت الألياف الزجاجية (الفيبر جلاس) على شكل تماثيل مخروطية لتغطى بورق أبيض ليرسم عليها بألوان الإكليرك المختلفة، في حالة خروج من إطار اللوحة التقليدية. تركيز الصحافة على الفنانات يؤثر في المعايير الفنية وحول دواعي "الانفلات" من حدود اللوحة الكلاسيكية يعلق زمان الجاسم قائلا: متى ما شعرت أنني أدور في دائرة مغلقة، خرجت وتوسعت، وخروجي ليس كخروج البعض إنما فقط من أجل ركوب الموجة وهو قائم بوعي فني مؤَسس؛ وأنا لا أؤيد دخول"التجريد" فقط لمجرد أن الآخرين دخلوا، أي لمحاكاتهم، لان هؤلاء سرعان ما يجدون أنفسهم في متاهة. مابين الحداثي.. والجمالي رغم انخراطي في اتجاهات الفن الحديث، إلا أنني ما زلت وفيا للحس الجمالي في اللوحة أو العمل الفني، ومشروعي البصري رغم انتمائي الحداثي، لا يتنكر أبدا لجماليات الفن التشكيلي، واحسب أن تغليب الفكرة على الفن مع دخول الفيدو آرت وغيره من الاتجاهات الحديثة أدى إلى تراجع الجانب الجمالي في العمل الفني، وهذا ما يدعني أدعو إلى الموازنة بين الحداثي الفني وبين الجمالي الذي يجب عدم تغييبه. وتصب تجارب زمان السابقة بشكل بارز في رافد تجربته الأخيرة التي تنتمي إلى الفن المعاصر، ويتجسد ذلك في معارضه الثلاثة المتلاحقة التي أقامها في مدينة الفنون الدولية بقلب العاصمة الفرنسية باريس بين (2004- 2007). وحول هذه التجربة يتحدث زمان بحنين ويقول: كانت التجربة في محترف تمتلكه مؤسسة المنصورية للثقافة والفنون التي تشرف عليها الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبدالعزيز، وكانت تجربة مهمة من خلال الانفتاح على الوعي الفني الحديث والالتقاء بفنانين من مختلف أرجاء العالم. في مرسمه.. متأملا و ناقما! زمان الذي يجلس في مرسمه القطيفي لساعات طوال متأملا ومعتكفا أمام جدارياته المبتهجة، لا يخفي عشقه للمكان: (المرسم) رغم أن هذا هو "خامس المراسم" بعد تنقلات بدأت منذ "22" عاما.. وحول علاقته الحميمية بمرسمه يقول الجاسم: مبكرا قررت أن يكون لدي مرسم مستقل، أقضي فيه أغلب ساعات يومي، عدا ذاك الوقت الذي يذهب للتعليم والأسرة، حيث اعمل مدرسا للتربية الفنية، وان كنت أترقب اللحظة التي أتفرغ فيها كليا للفن بعد التقاعد من التدريس الذي قضيت فيه أكثر من عقدين. وزمان لا يخفي رأيه في واقع الحياة التشكيلية المحلية وعلاقة الصحافة بالفن البصري، ليعلن قائلا: هذا الجيل هو جيل الفنانات، هذا ليس مدحا أو ذما، ولكني أرى أن تركيز الصحافة على الفنانات فيه نوع من المبالغة التي قد تؤثر على المعايير الفنية وعلى الفنانات أنفسهن. أما عن جماعة الفنون التشكيلية في القطيف والتي ينتمي لها زمان بوصفه عضوا مؤسسا منذ "15" عاما، فيقول: أنا قلق لحال هذه الجماعة، فالجانب التقليدي متغلب على التجارب الحديثة. الجماعة لا تزال نمطية وهذا هو دأب الجماعات التي تقوم على أساس حكومي: (مركز الخدمة الاجتماعية)؛ وأدعو الجماعة لمنح الجيل الجديد والفنانين الشباب الفرصة لأنهم يمتلكون أطروحات وأساليب معاصرة، والجماعات الفنية أو الإبداعية، يجب أن تقوم على أساس: (الفكر والرؤية) وليس المكان أو المنطقة!. يذكر أن الفنان زمان جاسم من مواليد الخبر 1971م، وحاصل على دبلوم معهد التربية الفنية بالرياض عام 1989م، وشارك في العديد من الأنشطة والفعاليات داخل المملكة وخارجها، وأقام أكثر من "10" معارض شخصية، كما شارك في معارض متفرقة داخل المملكة وخارجها بدءاً من الرياضوالقطيفوالخبروجدة والمنامة ومسقط وباريس ودبي واسبانيا و الصين و اليابان و سويسرا وغيرها؛ وحصل على العديد من الجوائز المتقدمة كان آخرها: الجائزة الأولى في مسابقة السفير التشكيلية الثالثة في مدينة الرياض.