يشي المطبخ بروح المنزل، فإذا كان أسلوب تصميمه مغلفاً بطابع هادئ، عرف الزوار أن أصحاب البيت من ذوي الذوق العصري المائل إلى البساطة، أما إذا اعتمدوا طرازاً كلاسيكياً، دل على أن سكان المنزل أشخاص تقليديون، في حين يشير ابتكار تصاميم غريبة وتنويع الأنماط إلى أن العائلة من هواة التفاصيل غير المألوفة ومن محبي التميز، وتصر معظم السيدات على أن «المطبخ» الواجهة الحقيقية للمنزل. تصاميم مختلفة وتختلف تصاميم المطابخ بحسب مساحاتها، فبينما يبدو بعضها بسيطاً وصغيراً، تكون مطابخ أخرى ذات تفاصيل متعددة تبعاً لاتساع المساحة، وتتباين أساليب تصميم المطابخ، فتستخدم التفاصيل الصغيرة للمطابخ عادةً في الشقق الفندقية بشكل خط مستقيم على جدار واحد، معتمدة على توفير الأساسيات فقط وبأصغر الأحجام، في حين تعتاد الشقق السكنية الصغيرة بعد ذلك تخصيص حجم أكبر نسبياً للمطبخ، حيث يكون المطبخ عبارة عن خطين مستقيمين متوازيين على شكل ممر، أما التصميم الثالث فمتعارف عليه للمطابخ الأكبر مساحةً، ويُستخدم أيضاً جداران ولكن بطريقة متصلة فيصبح المطبخ على شكل زاوية كحرف «L»، حتى يمكننا الاستفادة من المساحة المتبقية بوضع طاولة طعام بناءً على حجم المطبخ، ويعد الشكل الأخير الخيار الأنسب للمطابخ الكبيرة، ويتم استخدام ثلاثة جدران بشكل متصل فيصبح المطبخ على شكل (U). تطور المطابخ وتطور ديكور المطبخ خاصة الخليجي، في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، تبعاً لتغير كل شيء في عالم التصميم والديكور، ولم يعد المطبخ مجرد غرفة مغلقة ومحاطة بجدران أربعة، بل تخلت أغلبية التصاميم على الأقل عن أحد جدرانها كي تنضم إلى غرفة المعيشة، ويعرف هذا الأسلوب باسم «المطبخ المفتوح»، وبعد تطبيق التجربة أصبح هناك مؤيد ومعارض لهذا النمط، فيرى المؤيدون أنها فرصة الأم لتحاور أسرتها بينما تحضر الوجبات وهم في غرفة المعيشة، أما المعارضون فيرون أن فتح المطبخ على باقي المنزل ينشر ويسلب الأسرة خصوصيتها في غرفة المعيشة عند وجود الخادمة بالمطبخ، لذلك أقترح دائماً استخدام المطبخ المفتوح لتجهيز الأطباق الخفيفة والمشروبات الساخنة كالقهوة والشاي، ويبقى الطبخ ذو الروائح القوية وأعمال الخدم في المطبخ الخارجي والمتعارف عليه باسم «dirty kitchen» كوننا قمنا بعزل الروائح وحصرها في المطبخ الخارجي لا يعني التغاضي عن وجود نوافذ بالمطبخ الداخلي كونها عنصراً أساسياً حيث يتم تزويد المكان بالضوء الطبيعي خلال النهار وتجديد الهواء باستمرار مما يمنحه لمسة انتعاش. معايير الاختيار يجب مراعاة شروط معينة قبل اختيار المواد والخامات المستخدمة في المطابخ، ويأتي على رأس المعايير ضرورة انتقاء كل أسطح المطبخ بما فيها من أرضيات وطاولات عمل مقاومة للماء، فيستخدم البعض «الفينيل» لأرضيات دافئة ومقاومة للماء في الوقت ذاته، ولكن الغالبية يفضلون استخدام «السيراميك» أو أنواع أخرى من البلاط العملي الذي يتميز بسهولة تنظيفه، إضافة إلى تمتعه بقوة تحمل جيدة، ولكنها ليست آمنة في حال انسكاب السوائل عليها، فربما تكون خطرة جداً وتؤدي إلى الانزلاق، وفي حال كان المطبخ داخلياً يفترض أنه لن يتعرض لعمليات طبخ مكثفة وبالتالي ستكون عمليات التنظيف بسيطة وربما لا تضطر إلى استخدام الماء أثناءها، ولذا أنصح باستخدام الأرضيات الخشبية سواءً كانت صلبة أم «باركيه» كي تمنح المطبخ طابعاً دافئاً وأنيقاً. خيارات الجدران ويعتمد اختيار تغطية الجدران كذلك على نوع المطبخ إن كان داخلياً أم خارجياً، حيث يفضل بالنسبة للمطابخ الخارجية تغطية جدرانها بأنواع البلاط و»السيراميك» حيث يسهل غسل الدهون الملتصقة عليها، بعد تصاعد أبخرة الطبخ، بينما يمكن دهن المطبخ الداخلي بطلاء جدران، أو تغطية جزء منه بورق الجدران كي تبرز معالمه، كون جدرانه لا تتعرض إلى تلك الرطوبة والزيوت، أما بالنسبة إلى قطعة الجدار الصغيرة المحيطة بالصنبور وحوض الغسيل أو حتى الموقد وهي ما يعرف باسم «backsplash»، فقد أبدع المصممون في ابتكار العوازل المقاومة للماء، كي ترضي جميع الأذواق، مثل الزجاج الذي لا يحجب لون الجدار كما أن هناك أنواعاً فاخرة من الفسيفساء بنقوش وألوان تناسب جميع الطرز، من الكلاسيكية، وحتى تلك الأساليب المبتكرة، كما يلجأ البعض إلى استخدام الصفائح المعدنية بشتى أنواعها للطرز العصرية أو المرايا للمطابخ الضيقة حيث تعكس الضوء وتوحي باتساع المكان. أنماط متعددة تملك المطابخ طرزاً مختلفة وأنماطاً متنوعة تماماً كباقي غرف المنزل، فبعضها الريفي والكلاسيكي وحتى الدراماتيكي، ولكن الأوفر حظاً هذه الأيام هو الطراز العصري «contemporary»، ما أتاح للمصممين قائمةً لامتناهية تناسب جميع الأذواق، أما ما يبرز جمال التصميم وروعة الألوان هو نوع الإضاءة المستخدمة وأماكنها حيث تكون بدرجات سطوع مختلفة وفي مواضع معينة، فأماكن تحضير الوجبات أو غسل الصحون، وأداء بقية المهام تحتاج سطوعاً أقوى، وكذلك منطقة الموقد، وعلى بعض الأسطح حيث يتم تقطيع الخضروات والفواكه وكذلك على منطقة الحوض، أما باقي الأماكن فلا تتطلب نفس درجة سطوع بل ينحصر دورها في كونه جمالياً فقط، وسنتطرق إلى تفاصيل المطابخ في موضوعات لاحقة بإذن الله.