تعتبر تفاصيل البيت الأهم والأدق في إبراز الجماليات التي قد تلفت النظر منذ الوهلة الأولى لرؤيتها، لما فيها من جماليات تعكس ذوق ربة البيت وقدرتها على إبراز قدراتها، واستخدامها لكل جزء في بيتها من أجل إضفاء رونق جديد. فما مدى ذكاء ربة البيت في استخدام الأواني والأدوات المنزلية وخصوصا تلك المتعلقة بالمطبخ لمسات جمالية وتحف وإكسسوارات متعددة الأغراض؟ التصميم القديم أم عمر ربة بيت تهتم باقتناء الأدوات المنزلية القديمة وترى بأنه مهما استحدثت أباريق الشاي والقهوة فلا غنى عن الدله و(البراد) حتى أنها تستشعر بطعم مذاقهما والمختلف عن الأباريق الحديثة وتضيف "إن تصميم البيوت القديمة من وجود غرفة للوجار أو الجزة أو الكانون حسب اللهجات المختلفة سمح بوجود غرفة المعيشة في طرازها القديم بوجود الأرفف الكبيرة والدواليب المكشوفة لعرض الأدوات الخاصة بالقهوة والشاي من أباريق، ودلال القهوة بطرازها القديم والأصيل الذي أثبتت المرأة نظافتها وقدرتها على تلميع الأباريق لتكون تحفة جمالية على الجدار بجانب المباخر المتعددة الأشكال والتي تعتبر بشكلها التقليدي تحفة بحد ذاتها إضافة إلى تغليف القدور بالأغطية المزركشة والمطرزة المقصبة بالقصب الفضي والذهبي بل هناك سيدات برعن في هذا المجال وكان هناك مجال للتنافس في هذا النوع من الزينة ويدل على اهتمام ربات البيوت ببيوتهن هذا بجانب الصناديق المختلفة بأشكالها الصغيرة والكبيرة والتي تستخدم لوضع العود والبخور والمستكة بجانب الوجار وعلى تلك الأرفف. فكانت الأواني وقتئذ تحف تستخدم يوميا أو حسب الحاجة وتكون تلك الغرفة من ضمن غرف الاستقبال أيضا حيث تحلو الأحاديث والمسامرة مع الجارات والقريبات أو أفراد الأسرة، كما أن وجود الزير قديما والذي خصص لحفظ الماء والذي كانت ربات البيوت يقمن بتغليفه بالقماش والدانتيل وأنواع الكلف الملونة والمختلفة هو بحد ذاته تحفة ويعتبر مصدر من مصادر الرائحة الزكية عندما تقوم ربة البيت بتبخيره بالمستكة وإضفاء نقاط ماء الورد والكادي للماء فيكون بمثابة فواحة تفوح رائحته الزكية في أرجاء الغرفة. هذا بجانب "الجونة" التي تصنع من الخصف الملون كتحفة فنية جميلة توضع على جانب الغرفة أو على إحدى الأرفف لحفظ الخبز بجانب وجود المناشف المطرزة بالخيوط والفصوص الملونة الجميلة التي تشمل صنع - "البيوز" المزخرفة حيث تقوم ربة البيت باستغلال بقايا قطع القماش لصناعتها لتقوم بوضعها على الأرفف لكي تعطي المكان جمالا وأناقة ولا ننسى مفارش سفرة الطعام والذي كان يصنع من الخصف الملون بأشكاله المتنوعة الدائرية والمربعة والذي كان يوضع على الجدار بعد استخدامه وتنظيفه. [email protected]