نقل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة بشرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله – للمواطنين والمواطنات ومحبي هذه الدولة بعودة الإمدادات البترولية لما كانت عليه قبل الساعة 3 و 43 دقيقة ، جراء العمل التخريبي السافر على منشأتي النفط في بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو السعودية يوم السبت الماضي. وأوضح سموه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم بجدة ، الجهود المبذولة لتمكين الصناعة النفطية السعودية من تجاوز أثر هذا العمل التخريبي ، وقال سموه :” إنه استكمالا لما أعلنته المملكة ، فقد نتج عن ذلك العدوان انقطاع نحو 5,7 مليون برميل يومياً من إنتاج الزيت الخام ، منها 4,5 مليون برميل يومياً من معامل بقيق ، حيث تتم معالجة الإنتاج من عدة حقول ، كما تعطل إنتاج نحو 2 بليون قدم مكعب من الغاز المصاحب ، ونحو 1,3 بليون قدم مكعبة من الغاز الجاف ، و500 مليون قدم مكعبة من غاز الإيثان ، ونحو نصف مليون برميل من سوائل الغاز . وأضاف سموه: إن هذا الانقطاع يمثل نحو نصف إنتاج المملكة من الزيت الخام ، وبما يعادل نحو 6% من الإنتاج العالمي ، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى ، ثم بقدرات شركة أرامكو السعودية ، وسجلها المميز في الأداء والكفاءة وجهود العاملين فيها ، وبيئة الأعمال التي يسرتها لها الدولة ، فقد تم خلال اليومين الماضيين احتواء الأضرار واستعادة أكثر من نصف الإنتاج الذي تعطل نتيجة هذا العمل التخريبي السافر ، ولذلك سوف تفي الشركة بكامل التزاماتها لعملائها خلال هذا الشهر ، من خلال السحب من مخزوناتها من الزيت الخام ، وتعديل مزيج بعض الزيوت ، على أن تعود قدرة المملكة الإنتاجية إلى 11 مليون برميل يومياً بنهاية شهر سبتمبر الحالي ، وإلى 12 مليون برميل يومياً بنهاية شهر نوفمبر ، كما أن إنتاج الغاز الجاف والإيثان وسوائل الغاز سيعود تدريجياً ليصل إلى مستوياته قبل العدوان بنهاية هذا الشهر . وفيما يخص الشأن المحلي قال سموه: إن قطاع المرافق من كهرباء وتحلية مياه ، لم يتأثر إطلاقاً من انقطاع إمدادات الغاز ، إذ جرى تعويضه بالسحب من المخزونات الاحتياطية ، وبالتحول إلى أنواع وقود أخرى ، كما لم تتأثر إمدادات السوق المحلية من المنتجات البترولية من البنزين والديزل ، علماً بأن إمدادات الصناعة البتروكيميائية من الإيثان ابتدأت بالتعافي تدريجياً ، مع تفهم وتعاون ممثلي تلك الصناعة ، ولهم خالص الشكر على تعاونهم . وبين سمو وزير الطاقة أنه لسرعة استجابة الشركة وتفعيل نظام الطوارئ وكفاءة وتفاني العاملين فيها من مواطنين ومقيمين ، كان له الدور الكبير في تجاوز الأزمة وتأكيد موثوقية الشركة ومناعتها ، والاستعداد قدماً للطرح الأولي لأسهمها في الأسواق ، بغض النظر عن أثار العدوان السافر ، مفيداً أن العدوان الذي استهدف المملكة وقطاعها النفطي لا يشكل استهدافاً للمملكة فحسب ، وإنما سيمتد أثره السلبي على الاقتصاد العالمي وأمن إمدادات الطاقة ، وقد رأينا أثر ذلك على الأسواق المالية وأسواق السلع في أعقاب هذا الاعتداء ، وزيادة النظرة التشاؤمية حيال آفاق نمو الاقتصاد العالمي . وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز: إن الاعتداءات المتكررة على المنشآت النفطية أو خطوط الملاحة الدولية تمثل في نفس الوقت هجوماً على كافة الدول ، سواءً كانت نامية أو متقدمة ، ولذلك فإن المجتمع الدولي مطالب بحماية مصالحه واقتصاداته ، باتخاذ موقف جدي أكثر حزماً وصرامة لردع ومعاقبة الدول التي تقف أو تمول هذه الأعمال التخريبية السافرة ، والحيلولة دون تكرارها ، خصوصاً وأن المملكة من جانبها تسعى لاستمرار دورها كمصدر آمن وموثوق للإمدادات ، لمواصلة دورها المعروف عنها بالعمل على استقرار السوق وأمن الامدادات.