دعا رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون، الذي يقوم بزيارة للمغرب، الدول العربية إلى تقديم المزيد من الدعم، أكثر من أي وقت مضى للشعب السوري. وطالب غليون، بتسليح الجيش الحر «لبناء جيش قادر على مواجهة بطش أجهزة الأسد « مضيفا أن «من يعتبر تسليح الجيش الحر هو مطالبة بتدخل أجنبي فليكن ذلك». وأكد غليون ليل أمس الأول،خلال زيارته لخيمة الائتلاف المغربي لنصرة الشعب السوري في الرباط، حيث تم تنظيم لقاء مفتوح لتسليط الأضواء على مستجدّات الشأن السوري، أن» سوريا ليست هي العراق أو مصر أو ليبيا، لأن لها ظروفها الخاصة، ووضعها مختلف، وهي مفتاح للمنطقة، وبالتالي فهي ضحية التنافس الإقليمي بشكل أو بآخر، بين إيران وتركيا، وضحية تنافس دولي بين روسيا والدول الغربية» مؤكدا بأن الشعب السوري يدفع من دماء أبنائه ثمن وضعه الجيواستراتيجي، والتنافس الإقليمي. وبخصوص الثورة قال غليون إن لها ديناميكيتها الخاصة، ولم يخطط لها من قبل فرد ولا معارضة ولا عبقرية زعيم، بل كانت سلمية واستمرت لأشهر عديدة قبل أن تتحول إلى ثورة قائمة « مؤكدا أن بوادر الجيش الحر بدأت تتشكل شيئا فشيئا، ولم يتخذ أحد قرارا في شأنه، إلا أن ديناميكية الثورة هي التي فرضت ذلك في ظل تصعيد العنف من قبل القوات النظامية. وأكد غليون الذي كان محاطا بعدد من رجالات المجلس الوطني، أن القوات المسلحة التي أُنشئت لم تعد كافية لمواجهة بطش النظام داعيا إلى المزيد من تسليح الجيش الحر. وحول سؤال عن التخوفات التي يطرحها موضوع تشتت السلاح، وإمكانية تكرار سيناريو ما وقع في ليبيا قال غليون إنهم يدركون في المجلس الوطني هذا الخطر مؤكدا أن الأمور ستكون أخطر بعد سقوط النظام، مجددا الدعوة لتوحيد مختلف القوى المسلحة، في قوة موحدة محترفة، وأن يكون دخول السلاح تحت إشراف المجلس الوطني مع سجلات واضحة، وتحديد مكان وجوده ونشره، وقال «لا نريد أن نسقط في الفخ الذي وقع فيه الليبيون الذين وجدوا أنفسهم أمام قوات عسكرية مشتتة» مضيفا «نحن نريد أن يكون الجيش منظما بقيادة مركزية وبقادة عسكريين محترفين». وكشف غليون النقاب عن استراتيجية المجلس الوطني بهذا الخصوص، من خلال استدعاء جميع القادة وكبار العمداء والعقداء، الذين انشقوا عن النظام، لتأطير هذا الجيش، ليكون تحت سيطرة القيادة السياسية، لأن هذه الخطة الوحيدة لقطع الطريق لامتلاك السلاح» وحول الانشقاقات التي يتحدث عنها الإعلام السوري الرسمي أكد برهان غليون أنها ليست سوى مناورات من النظام ونحن على اتصال دائم فيما بيننا». وبخصوص الدعم المغربي للمجلس الوطني قال برهان، إنه دعم كبير، و «الحكومة المغربية تدعم الشعب السوري من أجل الحرية ونحن في تنسيق تام ودائم». يذكر أن المغرب، كان تقدم بمقترح لحل الأزمة في سورية من خلال تنفيذ مقاربة سياسية لإنهاء العنف، مبنية على عدم استعمال القوة، وتشجيع الحوار بين مختلف التيارات السورية، من أجل بناء دولة ديمقراطية، على أساس المعايير الواضحة التي أقرتها الجامعة العربية، في اجتماعها الذي عقد في 22 يناير الماضي في القاهرة وهو المشروع الذي يهدف أساساً إلى دعم مجلس الأمن لخطة الجامعة العربية للتوصل لحل سياسي للأزمة في سورية. مقاتل من الجيش الحر (رويترز)