نوّه وزير الخارجية، عادل الجبير، بالإجماع الدولي الرافض لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها. وأكد وزير الخارجية في كلمته خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة مساء أمس أن المملكة العربية السعودية سبق وأن حذرت من أن أي إعلان أمريكي بشأن القدس قبل الوصول إلى تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السلام ويجعلها أكثر تعقيدا، مؤكدا أن ذلك يشكل استفزازا لمشاعر المسلمين حول العالم ويشكل انحيازا في الموقف الأمريكي. وقال: «أود أن أشكر المملكة الأردنية الهاشمية على طلبها عقد هذا الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة الموقر الذي يأتي في أعقاب تطور بالغ الخطورة باعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها. وأضاف: «سبق وأن حذرت حكومة بلادي بأن أي إعلان أمريكي بشأن القدس يسبق الوصول إلى تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السلام، ويجعلها أكثر تعقيداً كما أن من شأن ذلك تقويض كل الجهود المبذولة في هذا الصدد، وتشكل استفزازاً لمشاعر المسلمين حول العالم». وزاد عادل الجبير بقوله: «إن حكومة بلادي التي تستنكر هذه الخطوة ترى أنها تشكل انحيازاً في الموقف الأمريكي كما أنها تعتبر انتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، التي تؤكد على أن القدسالشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967م، وتعتبر كل الإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية التي تستهدف مدينة القدسالشرقية ومقدساتها وهويتها وتركيبتها الديموغرافية لاغية وباطلة». وأشار وزير الخارجية إلى أنه: «من هذا المنطلق فإن المملكة العربية السعودية تنوه بالإجماع الدولي الرافض لهذا القرار». وشدد قائلا: «إن موقف بلادي الثابت من القضية الفلسطينية يضعها في أولوية سياستها الخارجية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وتوليها اهتماما خاصا باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، وتقدمت بلادي بمبادرة سلام تبنتها قمة بيروت في العام 2002م، كما حظيت بموافقة العالم الإسلامي في قمته الاستثنائية في العام 2005 م في مكةالمكرمة، حيث وضعت مبادرة السلام العربية خارطة طريق للحل النهائي، لجميع قضايا النزاع، وفي إطار حل الدولتين، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وذلك وفق قرارات الشرعية ذات الصلة». إلى ذلك، أكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، رفض قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) ونقل سفارتها إليها، وإدانته، واعتباره قراراً باطلاً وخرقًا خطيرًا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، والفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية في قضية الجدار العازل، مبينًا أنه لا أثر قانونيًا لهذا القرار الذي يقوض جهود تحقيق السلام ويعمق التوتر، ويفجر الغضب ويهدد بدفع المنطقة إلى هاوية مزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء وعدم الاستقرار. وحذر المجلس – في قرار أصدره في ختام اجتماعه الطارئ مساء اليوم الذي رأس وفد المملكة العربية السعودية خلاله وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير-، من أن العبث بالقدس ومحاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها واستمرار محاولات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تغيير الهوية العربية للمدينة والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية استفزاز لمشاعر المسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والإسلامي ومحبي السلام في العالم أجمع.