قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في مقابلة مع «رويترز» إن المدينة العملاقة البالغة قيمتها 500 مليار دولار التي تخطط السعودية لإنشائها ستطرح في الأسواق المالية بجانب شركة النفط العملاقة أرامكو في إطار مساعي المملكة لتنويع موارد اقتصادها وتقليص اعتماده على النفط. وأوضح إن الطرح العام الأولي لأرامكو يمضي قدما صوب العام القادم وإن قيمة شركة النفط الوطنية العملاقة قد تتجاوز التريليوني دولار. وأضاف الأمير محمد في مقابلة مع رويترز الأربعاء في الرياض»نمضي صوب هدف 2018… لكن (تفاصيل) الإدراج مازالت قيد البحث… ستُطرح الشركة للاكتتاب العام في 2018». ومن المتوقع أن تصل حصيلة الطرح الأولي حصيلته إلى 100 مليار دولار ليكون الأكبر في التاريخ. وقال ولي العهد «ينبغي ألا تسيطر الحكومة على القطاع الخاص. أنت تخلق فرصة، تخلق عملا، تخلق تطويرا، وتسلم ذلك إلى المستثمر وتبدأ في خلق شيء آخر جديد. ،»الفكرة ليست إعادة هيكلة الاقتصاد بقدر ما هي انتهاز الفرص المتاحة التي لم نستغلها من قبل». وتطرق ولي العهد إلى عديد من الموضوعات المهمة في ثنايا المقابلة التالية: »نحن على الطريق الصحيح في عام 2018 … ولكن الإدراج لا يزال قيد المناقشة». «وسوف يكون الاكتتاب العام في عام 2018، إنه على المسار الصحيح». «بطبيعة الحال فإن الاستثمار ليس هو أن نستثمر معكم اليوم حتى تستثمر معنا غدا، وهذه فرص، وكلما وفرنا فرصة جيدة، سوف يأتي المستثمر بحثاً عنها. وأنا أعتقد أن هناك بعض الفرص الاستثنائية في نيوم، وأعتقد أنه في الأمس على خشبة المسرح كانت هناك مجموعة من المستثمرين الرئيسين من جميع أنحاء العالم، الملتزمين بجلب استثماراتهم إلى نيوم التي أعلنوا عنها بالأمس، وهم يعرفون القطاعات التي ينوون الذهاب إليها، وهناك كثير من غير أولئك الذين كانوا على المسرح غيرهم ممن أتى بالأمس. في عام 2018، سنسمع كثيرا من هذه الإعلانات. »دون أدنى شك، في نهاية اليوم سيتم طرح نيوم في الأسواق، المنطقة الأولى سوف تُطرح في الأسواق العامة، كما لو كنت تطرح مدينة نيويورك». »نعم، وتعين مجلس المحافظين والرئيس التنفيذي، وتعين المحافظ ومجلس الإدارة». «دون شك، ستكون أول مدينة رأسمالية في العالم … هذا هو الشيء الفريد الذي سيكون ثوريا في المدينة ونموها». «تخيل أن مجلس الإدارة يُعيّن من قبل المالكين ويتم تعيين المحافظ من قبل مجلس الإدارة، دوره هو شيء واحد فقط: النمو، خلافا لغيرها من مدن العالم. وكما هو الحال في نيويورك، يتم تعيين المحافظ لتلبية بعض الاحتياجات، بما في ذلك النمو، ولكن في نيوم لن يتعين على المحافظ التعامل مع أي من تلك المشكلات، كل ما ينبغي أن يكون على باله هو النمو فقط» * «لدينا سلطة نيوم وشركة نيوم … وسيتملك صندوق الاستثمار السعودي 100% في شركة نيوم، ولن يتم إدراجها في الأسواق حتى تنضج الفكرة بشكل كافٍ … قد يكون ذلك بعد عام 2030، قد يكون قبل ذلك، غير أن الفكرة والإستراتيجية هي تعويمها في نهاية المطاف». «نعم، سواء في الصناعة أو الطاقة أو نمط الحياة أو القطاعات التسعة التي تم الإعلان عنها». «كما تعلمون، تقع نيوم بين ثلاثة بلدان، فهي تقع على بعد 3.5 كم من مصر، بالسيارة، إنها أقل من دقيقتين من أقرب نقطة، ومن أبعد نقطة فإنها على بعد 20-25 كم بالسيارة، إنها مثل القيادة من جزء واحد من مانهاتن إلى سوهو». «كان لدينا كثير من الأسماء التي كان من المفترض أن نعتمدها، وكانت جميعها أسماء جيدة ولكننا لم نكن نريد اسما يقوم على أساس اللغة العربية، أو اسما يقوم على اللغة اللاتينية أو أي لغة أخرى، أردنا شيئا يمثل الإنسانية بشكل عام؛ كانت هناك اقتراحات كثيرة، أخذنا الأحرف الأولى من القطاعات التسعة الرئيسة وبعض المعالم الرئيسة في هذه المنطقة، ووضعناها في كلمة «مستقبل» وهي، أي مستقبل تعني المستقبل، المستقبل الجديد (نيو مستقبل) اسم طويل جدا ولذلك تمت تسميتها بنيوم. أنه اسم مستقبلية في نفس الوقت حتى يكون هناك معنى وراء ذلك». «رؤية 2030 تتمركز حول كثير من الفرص الكبيرة، لذلك أرامكو هي واحدة من هذه الفرص، نيوم هي فرصة أخرى، لدينا مشروع البحر الأحمر، لدينا مشروع القدية، لدينا كثير من المشاريع الصغيرة وأيضا لدينا كثير من المشاريع الضخمة التي سنعلنها خلال السنوات القليلة القادمة». «الفكرة ليست من أجل إعادة هيكلة الاقتصاد بقدر ماهي من أجل اقتناص الفرص المتاحة التي لم نتطرق لها من قبل. لدينا قدرات عالية ولكن لم نستخدم سوى القليل منها. نحن لا نستفيد إلا من النفط، لدينا عديد من الفرص لتمكين القدرات المتاحة لدينا في المملكة واستغلالها بالشكل الأمثل. في قطاع النفط، مثل النفط وصناعات المصب والبتروكيماويات وما إلى ذلك. الغاز، ما زلنا نكتشف كثيرا من الأشياء في البحر الأحمر. وكذلك فيما يتعلق بالسياح، نعتقد أنه بإمكاننا أن نصل إلى أكثر من 40 مليون سائح في عام 2030. 30 مليون سائحٍ سيأتون لزيارة مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والعشرة مليون من السياح المتبقيين سيأتون للاستجمام أو لزيارة المواقع التاريخية أو للتجارة. 40 مليون سائح هو عدد كبير. اليوم لدينا 15 مليون سائح، وهذا رقم ضخم أيضاً. نحن لن نبدأ من الصفر ونملك قدرة كبيرة على الاستثمار في هذه الأعداد. «إن كثيرا من المعادن في السعودية لم يتم استخراجها أو الاستفادة منها حتى الآن. نسبة مالم يتم الاستفادة منه حتى الآن هي 90% بل قد تصل إلى 95%، مع العلم بأننا لا نتحدث عن معادن عادية، نحن نتحدث عن معادن مثل الذهب. فالذهب، حتى الآن لم يتم استخراج ما قيمته تزيد عن 240 مليار دولار. ليس الذهب وحسب، بل لدينا الفضة أيضاً بقيمةٍ تزيد عن 150 مليار دولار. لذا، نحن نتحدث عن معادن لا تقدر بثمن بمجموعٍ يزيد عن تريليون دولار. معادن قيمتها تزيد عن تريليون دولار، ونحن الآن ما زلنا نكتشف كثيرا من الأشياء، نحن نقوم بعمل كثير من البرامج كي نعرف بالضبط ما هي قيمة المعادن الموجودة لدينا في المملكة؟ هل يمكننا اكتشاف ما يزيد قيمته عن 2 تريليون دولار، هل لنا أن نكشف أموراً أكثر وأكثر مما لدينا الآن في السعودية؟ ولكننا الآن لدينا ما قيمته تتجاوز تريليون دولار، وسيتم الإعلان عن هذه الأمور خلال شهرين من الآن ضمن برنامج التصنيع السعودي. «قطاع النقل مهم – البحري، والجوي، والأرضي. وفي هذا الصدد هنالك مشاريع ضخمة مثل جسر الملك سلمان الذي يربط آسيا بأفريقيا. ويشهد البحر الأحمر 10% من التجارة العالمية، ولكننا لا نقدم أي خدمات. فرص ضخمة. هنالك شبكة نقل ضخمة، وكثافة نقل تمر في الأجواء فوق السعودية دون أن نحصل على نصيبنا العادل. ولذلك، هنالك فرص ضخمة في مجال النقل. «ولدينا أيضًا قطاعات أصغر متبعثرة. رقم 6: المحتوى المحلي. نستورد بضائع تقدر بقيمة 200 مليار دولار. ولكي أكون أكثر دقة، تخرج من السعودية سنويًا أكثر من 200 مليار دولار. أولاً: 60 مليار دولار للصناعات العسكرية. ثانيًا: أكثر من 20 مليار في مجال السياحة. ثالثًا قطاع السيارات. هدفنا هو أن نصف ذلك المجموع يصرف داخل المملكة بحلول 2030. فهذا سوف يولد فرصًا هائلة وكذلك فرصًا لخلق صناعات جديدة في المملكة: الصناعة العسكرية، تجميع السيارات، السياحة، وأشياء كثيرة. ولذلك فإن المحتوى يعد قطاعًا مهمًا للغاية. «رقم 7 هو الاستثمار: الخصخصة بداية من أرامكو ثم المطارات ثم الموانئ ووصولًا بالنوادي الرياضية. هنالك برنامج خصخصة ضخم، حيث سوف يولد أموالًا هائلة ستذهب إلى صندوق الاستثمارات العامة، وسوف تضخ في فرص كبيرة داخل وخارج السعودية». »نحن لا نريد أن نضغط على المستثمرين، وإذا لم نتمكن من توفير فرص جيدة في السعودية، فهذا يعني أنه لن يأتي أحد، وإننا نعتقد أن لدينا فرصًا كبيرة حقًا في المملكة العربية السعودية، ونحن نريد أن نقوم بصياغتها وأن نستثمر فيها بأنفسنا وأن نمكن الناس في جميع أنحاء العالم من الاستثمار فيها أيضًا. وإننا نقول للمستثمرين: نحن لا نريد منكم أن تستثمروا من أجل الحصول على العوائد فقط، نحن نريد خلق أشياء جديدة، نريد أن نساهم في تحقيق الإنجازات. هذا هو ما نقوم به مع صندوق رؤية سوفت بانك ذي المئة مليار دولار الذي يُعد أكبر صندوق للتكنولوجيا في العالم بأسره. لذا فالصندوق يساهم تحقيق المنجزات لعديد من الشركات المختلفة في جميع أنحاء العالم لأن لديه أسهم في هذه الشركات وهذا هو السبب وراء تحقيقها لأرباح بنسبة 20% في خمسة أشهر. ونحن نفعل نفس الشيء على سبيل المثال مع بلاكستون، وهو أكبر صندوق للبنى التحتية في العالم أجمع باستثمار يُقدر بخمسين مليار دولار أمريكي ونسبة عوائد استثمار تصل إلى 14%، وهذا ما نتوقع، نحن نقوم باستثمارات عميقة وضخمة لربط الأمور ببعضها بعضا وخلق قطاعات جديدة، وأشياء جديدة، على نطاق واسع وبالكثير من المال. «إن صندوق الاستثمارات العامة يقوم بدور جديد في عالم الاستثمار، فقبل صندوق الاستثمارات العامة، كان الصندوق ذو الأموال الكثيرة يعني بأن المداخيل ستكون قليلة. إن فلسفتنا وطريقتنا تتمحور حول استخدام كثير من المال في خلق صناعة جديدة لتوليد كثير من المال. هذا السبب الذي جعلنا نحقق أرباحًا بنسبة 20% مع سوفت بنك خلال خمسة أشهر، وهذا سبب الذي جعلنا نؤسس صندوقًا استثماريًا تبلغ قيمته 50 مليار دولار في بلاكستون الذي من المتوقع أن يعود علينا بعوائد استثمارية بنسبة 14% ويحدث مجالات واستثمارات مختلفة، ولهذا السبب بلاكستون وبلاك روك تفتح فروعًا لها هنا». الجواب: «أعرف أن هناك كثيرا من الجدل حول هذا الموضوع ولكن في نهاية المطاف الكلمة الأولى والأخيرة هي كلمة المستثمر. من الطبيعي أن يرافق أكبر اكتتاب في العالم كثير من الشائعات. فلو نظرنا إلى أكبر اكتتاب قبل أرامكو، الذي كان لعلي بابا، لوجدنا بأنه قد كان مصحوبًا بكثير من الشائعات. وفي النهاية أثبت المستثمر وعلي بابا خلاف ذلك. وستثبت أرامكو نفسها على أرض الواقع في يوم الاكتتاب العام. «وفي الواقع عندما تحدثت عن التقييم، ستجدني قد تحدثت عن 2 تريليون دولار، رغم أن التقييم يمكن أن يكون أكثر من 2 تريليون دولار. لذلك فعندما نقول 2 تريليون دولار هذا يعني بأننا قد وضعنا التقييم في مستوى أقل مما يمكن أن يتحقق ببضعة مئات من المليارات … « »إن قطر تعد مسألة صغيرة جدًا جدًا جدًا. وأضاف «إننا ملتزمون جدًا بتوفير الأمن لبلدنا بعيدًا عن أي اضطرابات. وسوف أقول شيئا واحدًا، إن البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يملك سجلا يمتد لقرابة مائة سنة تقريبًا في السلامة والاستقرار هي المملكة العربية السعودية. «السعودية لديها أفضل سجل، وقد أثبتت نفسها بقوة في كل مشكلة في الشرق الأوسط والعالم وتعاملت معها، ولم يزدها هذا إلا قوة». «لا ينبغي للحكومة أن تسيطر على القطاع الخاص. فأنت تخلق فرصًا، وأعمال تجارية، وتطور، ثم تسلمها للمستثمر، وهنالك يبدأ إنشاء شيء جديد. بالطبع سوف تدعمه لينمو في كل وقت لأنه جزء من اقتصادك، لا يمكنك أن تدعه يسقط، في الواقع نحن متخلفون عن ركب الدول الأخرى في مجال الخصخصة، ولذلك نحاول اللحاق بالركب». «لا، لا ينبغي علينا توضيح أمره لأنه بين السعودية ومصر. بالطبع، لا يمكننا سد مسار دولي، ولذلك سوف يؤخذ بعين الاعتبار مسألة عدم سد الجسر لأي مسار دولي». «حتى الآن لم نقرر بعد مكان إنشاء الجسر ولكننا نحاول ألا نبينه على جزيرة تيران لأن هنالك شعب مرجانية رائعة، والطبيعة أيضاً رائعة هناك، وسيكون من المؤلم بحق أن يكون الجسر فوق هذه الشعب المرجانية. لذلك، نحاول أن يكون الجسر في أعماق المياه وسيكون أعجوبة عالمية لجسرٍ مبنيّ في مثل هذه البيئة البحرية الفريدة». «نحن ملتزمون بالعمل مع كافة الدول المنتجة، سواءً من داخل أو خارج منظمة أوبك. لدينا اتفاقية رائعة وتاريخية… وسندعم أي أمرٍ من شأنه أن يسهم في استقرار الطلب والعرض على النفط. أعتقد الآن بأن سوق النفط تمكن من احتواء كافة إمدادات النفط الصخري، ونحن الآن نعيد الأمور إلى مجاريها». «إذا أردنا أن نصنع حزب الله جديد في الشرق الأوسط، فسيكون الحل في تغيير سياستنا في اليمن». «نحن مستمرون حتى نتأكد من أنه لن يكون هناك منظمة مثل حزب الله مرة أخرى. والسبب هو أن اليمن أخطر بكثير من لبنان لقربها من مضيق باب المندب. فلو حدث أي شيءٍ هناك، سيعني ذلك بأن 10% من التجارة العالمية ستتوقف. وهذه هي الأزمة الحقيقية».