مول شهير في الشرقية تزين جدرانه هذه اللوحات التي تمنع التدخين في المول إلا في المقاهي والمطاعم فقط! وهو الذي تحتل فيه المقاهي والمطاعم دوراً كاملاً. وإذا استثنينا المقاهي والمطاعم ماذا يبقى؟ الأسياب! أمريكا منعت التدخين في المطاعم قبل عشرين سنة ونحن نقدم قدماً ونؤخر أخرى في مسألة منع التدخين، التدخين السلبي ثبت ضرره علمياً على غير المدخنين الموجودين في نفس المكان الذي يطير فيه دخان السجائر وضرره على الأطفال أكبر. بعض الدول الأوروبية الآن تفكر في منع التدخين في الشوارع، ونحن بالكاد أفلحنا في إصدار قوانين رادعة للتدخين في المطارات التي أتمنى أن تكون فاعلة، ولكن ماذا عن الأسواق والمطاعم والأماكن المغلقة، ولماذا التردد في إصدار قرار يمنع التدخين فيها حماية لغير المدخنين ومساعدة للمدخنين للإقلاع عن التدخين أو على الأقل التقليل منه؟ هناك مطاعم أجنبية تُمنع من التدخين في بلدانها ويُسمح لها عندنا، ومن المسؤول عن إصدار قانون منع التدخين في الأماكن المغلقة في المملكة؟ هل هي وزارة الصحة؟ أو الأمانات؟ أو أن الأمر ملقى على عاتق ضمير صاحب المول أو صاحب المقهى؟ هناك مقاهٍ أجنبية في المملكة تجلب قوانينها معها وتمنع التدخين داخلها! لا داعي للتذكير كل مرة بأضرار التدخين القاتلة ولكن من تدني الذوق العام أن تعكر سيجارة واحدة مزاج الجالسين في المكان من غير المدخنين الذي لا يشفع تأففهم بأن يطفئ المدخن سيجارته. للأسف نحن ما زلنا في الصف الأخير من صفوف محاربة هذا الداء الخبيث مع أننا يفترض أن نكون الأولين.