امتدت أكثر من 900 شاحنة محملة بالبضائع الخارجية و المحلية المتجهة للكويت إلى مسافة أربعة كيلومترات ابتداء من منفذ النويصيب حتى مقر فرع تحلية المياه بالخفجي، وذلك في ظل دخول الإضراب الذي يمارسه العاملون في الجمارك الكويتية يومه الخامس .«الشرق» التقت بسائقي الشاحنات التجارية الذين وصفوا معاناتهم بالمريرة خصوصاً، وأن الكثير منهم قدموا من دولة عمان و قطعوا مسافة 1700 كم ليفاجأوا بالإضراب في الجانب الكويتي ، ما يعرض بضاعتهم لخسائر لا تقدر خاصة المواد الغذائية و الاستهلاكية التي قد تتعرض للتلف . محمد رامي – سائق سوري – قدم من دبي بشاحنته التي تحمل 19 طناً من اللحوم المجمدة حيث أبدى تخوفه من تعرض ثلاجته للأعطال في أي لحظة خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود شركات صيانة لمثل هذه الثلاجات بالقرب من مكان وقوفه .مصطفى كامل – سائق أردني- جاء من دولة عمان بشاحنة تحمل 27 طناً من الأسماك المبردة يقول إن الثلاجة تعرضت لعطل في اليوم الثاني من التوقف كاد أن يتلف جميع بضاعته لولا لطف الله به حيث قام أحد سائقي الشاحنات بعدة محاولات لإصلاح الخلل حتى استطاع إعادة تشغيل جهاز التبريد، مشيراً إلى أن التاجر يقوم باتصالاته المتكررة كل ساعة حتى يطمئن على بضاعته .كما يؤكد سامي و أبو شادي – سائقان سوريان – أن المعاناة تشتد بين المنفذين السعودي و الكويتي حيث تقف الشاحنات محتجزة وسط انعدام وجود محال للمواد الغذائية و المطاعم حيث إنهم يعتمدون على زملائهم في الجانب السعودي لإرسال الطعام و الماء إليهم في مأساة حقيقية لأكثر من مائتي سائق محتجز . من جهته صرح مديرعام جمرك الخفجي سلطان بن عبدالرحمن الفهيد أن مشكلة الغرامات بسيطة و سيتم معالجتها بعد انتهاء مشكلة الإضراب، مشيراً إلى أنه تم تخصيص دوريات لتنظيم وقوف الشاحنات مؤكداً أن الكثير منها تعرضت لخسائر لا تقدر.من جهة أخرى، صرح مراقب منفذ السالمي والنويصيب بدولة الكويت فرحان العجمي ل»الشرق» أن الاجتماعات التي عقدت على مستوى وزير المالية مصطفى الشمالي ومدير الإدارة العامة للجمارك إبراهيم الغانم لم تصل إلى نتيجة، مشيراً إلى أن المتضرر من الإضراب حركة البضائع التي تعرضت لخسائر فادحة، بينما الحركة معتادة للمركبات الصغيرة والمسافرين.