أتلتيك بلباو، أو أسود الباسك.. النادي القادم من ذلك الإقليم في شمال أسبانيا.. والذي تتراوح تكلفة توقيعه مع لاعبي فريقه الحالي مابين 30 إلى 35 مليون يورو فقط! بلباو كان قد اكتسب صيتاً هائلاً في الأسابيع الماضية، ذلك بإقصائه مانشستر يونايتد بالمستوى والنتيجة من دور ال16 للدوري الأوروبي في مواجهتين تاريخية كسب الأولى في أولد ترافورد 3-2 والثانية في سان ماميس 2-1. أتلتيك هو كذلك طرف نهائي كأس الملك ضد برشلونة، وهما الفريقين الأكثر فوزاً بكأس هذه البطولة (23 و25 مرة على التوالي). النادي الباسكي يعتبر رابع أكثر الأندية تحقيقاً للدوري الأسباني بعد ريال مدريد، برشلونة، وأتلتيكو مدريد، إذ حققه 8 مرات في تاريخه رغم ابتعاده عنها منذ الثمانينات، وهو يشترك مع عملاقي الليغا الريال والبارسا في كونهم الأندية الثلاثة الوحيدة التي لم تتذوق طعم الهبوط إلى الدرجة الثانية منذ انطلاق الدوري في 1929! لفريق بلباو شخصية وهوية فريدة، وهي سياسة ضمه للاعبين من إقليم الباسك فقط حيث يقع مقر النادي العريق. هي سياسة يعمل بها النادي منذ العشرينات الميلادية، لكنها بالتأكيد ليست سياسة مكتوبة. إضافة لذلك، هي مرت بالكثير من التغيرات، مابين مرونة في تعريف معنى “لاعب باسكي” في بعض الفترات إلى تشدد في هذا التعريف في أزمان أخرى. في الوقت الحالي، وحسب ما يراه المتابعين لما يتّبع في تسجيل اللاعبين في النادي، فإن سياستهم تعتمد على جانبين: الأول: قبول كل من هو “باسكي” سواء بمكان مولده أو نشأته أو بأصول الوالدين. الثاني: التدرج والنشأة الكروية في أحد أندية الإقليم. ومما يستحق الذكر في تاريخ بلباو هو توقيعهم مع لاعب أجنبي وحيد، هو الفرنسي ليزارازو في 1996، الذي ينحدر من إقليم باسكي فرنسي. وأود أن أشير هنا إلى تهمة لطالما ألصقت بأتلتيك بلباو، وهي أنه لا يقوم بضم أي لاعب أسود البشرة. حيث استمر الجدل من جهة والصمت من جهة أخرى طوال تاريخ النادي إلى أن أشرك في هذا الموسم ولأول مرة لاعباً أسمراً هو المدافع جوناس راماليو -وهو أسباني من أم باسكية- لينهي بذلك جدلاً واعتقاداً ظل قائماً لسنوات طويلة حتى وإن اقتصرت مشاركته على دقائق قليلة. أخيراً، تنقسم الآراء بين من يقدر لأتلتيك اهتمامه بأبناء منطقته وإعطائهم الأفضلية المطلقة للمشاركة، وآخرون يرون في هذه السياسة نوع من العنصرية والتي سيضطر النادي لكسرها عاجلاً أم آجلاً كي يستمر، تماماً كما اضطرته ظروفه الاقتصادية يوماً ما للتخلي عن أحد مبادئه وقيامه بوضع إعلانات تجارية على قمصان الفريق بعد سنوات طويلة من الرفض.