أقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في الديوان الملكي بقصر منى اليوم، حفل الاستقبال السنوي لأصحاب الفخامة والدولة، وكبار الشخصيات الإسلامية، وضيوف خادم الحرمين الشريفين، وضيوف الجهات الحكومية، ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج الذين أدوا فريضة الحج هذا العام. وفي بداية الحفل صافح خادم الحرمين الشريفين، الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان، والرئيس آداما بارو رئيس جمهورية جامبيا، والرئيس عثمان غزالي رئيس جمهورية القمر المتحدة، ونائب الرئيس اليمني الفريق أول علي محسن الأحمر، ورئيس مجلس الوزراء المصري المهندس شريف اسماعيل، ومفتي جمهورية مصر العربية الدكتور شوقي علام، والأمير حمزة بن الحسين، ورئيس مجلس النواب العراقي الدكتور سليم الجبوري، ورئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطروانة، ورئيس مجلس الشيوخ النيجيري الدكتور بوكلا ساراكي، ودولة رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) في النيجر أوسيني تيني، ونائب رئيس وزراء جمهورية موريشيوس شوكت سودهن، والأمير هاشم بن الحسين، والسيد حسين محمد ارشاد رئيس جمهورية بنجلاديش السابق عضو التحالف الحكومي الحاكم، والسيد إلياس اماخانوف نائب رئيس مجلس الشيوخ للجمعية الفدرالية لروسيا الاتحادية، والأستاذ محمد كريم خليلي نائب الرئيس الأفغاني السابق ورئيس مجلس المصالحة الحالي، والسيد عبدالله سروما نائب رئيس جمهورية القمر المكلف بوزارة النقل والاتصالات والمعلومات، ورئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي، وكبار المسؤولين في عدد من الدول الإسلامية. ثم بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. وألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الكلمة التالية : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل في كتابه الكريم " الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج " . والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين إخواني حجاج بيت الله الحرام إخواني المسلمين في كل مكان أيها الإخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أرحب بكم من هذه الرحاب الطاهرة المقدسة التي تهفو إليها أفئدة المسلمين كافة، وأهنئكم بعيد الأضحى المبارك ، سائلاً المولى جلت قدرته أن يكتب لحجاج بيت الله الحرام حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً ودعوة مستجابة ، كما أحمده عز وجل على ما منّ به على ضيوف الرحمن من أداء مناسك حجهم في يُسر وأمن وأمان. لقد شرف الله هذه البلاد وأهلها بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار ، فسخرت كافة إمكاناتها البشرية والمادية لتمكين ضيوف الرحمن والتيسير عليهم في أداء حجهم ، ونحن عازمون – بإذن الله – على المضي في تحقيق أعلى مستوى من الخدمات للحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة في تطوير مستمر ووفق منظومة متكاملة تهدف إلى المزيد من التيسير في أداء الحج وسلامة قاصدي بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، مواصلين بأعمالنا الجهود العظيمة التي بذلها ملوك هذه البلاد المباركة منذ عهد مؤسسها جلالة الملك عبدالعزيز – رحمه الله – . أيها الإخوة : لقد سعت أذرع الإرهاب للنيل من المقدسات ولم تراع الحرمات ، لكن المملكة بفضل الله وعونه وبالتعاون مع أشقائها وأصدقائها حققت نجاحات كبيرة في استئصال الإرهاب وتجفيف منابعه بكل حزم وعزم ودون هوادة. أيها الإخوة : إن المملكة العربية السعودية تمثل قلب العالم الإسلامي وتستشعر آمال وآلام المسلمين في كل مكان ، وتسعى بكل جهد لتحقيق وحدة الصف والتعاون والتكاتف في عالمنا الإسلامي وتحقيق الأمن والسلم في العالم أجمع. أسال الله العظيم أن يُعين إخواننا حجاج بيت الله على إكمال نُسكهم وأن يردهم إلى بلادهم سالمين غانمين ، وكل عام وأنتم بخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعد ذلك ألقى وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بن صالح بن طاهر بنتن كلمة، هنأ في مستهلها خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والأمتين العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك, سائلا الله أن يعيده على الجميع بالسلام والرخاء والازدهار . وحمد الله على أن يسر لجموع الحجاج الوقوف بصعيد عرفات الطاهر, وذكر الله في المشعر الحرام بمزدلفة, ووصولهم إلى منى خاشعين مطمئنين في ظل أمن وأمان, وتحت عناية ورعاية فائقة وخدمات عديدة, في مشهد روحاني عظيم, تجلت فيه عالمية الإسلام وقيمه, ورسالة السلم والسلام من البلد الحرام , داعياً الله أن يتم عليهم مناسكهم ويتقبل حجهم, ويحقق أمانيهم, ويعيدهم إلى بلادهم سالمين غانمين مغفوراً لهم. وقال معاليه : من فضل الله فإن قيادة بلادنا المباركة منذ عهد (الملك المؤسس) عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله وحتى الآن تحمل على عاتقها بكل أمانة, وصدق, وإخلاص شرف مسؤولية خدمة الحرمين الشريفين ورعايتهما , وخدمة الحجاج, والعمار والزوار,لتمكينهم من أداء نسكهم بكل يسر وطمأنينة. وأبرز معاليه ماقدمته المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين من الإمكانات للتيسير على ضيوف الرحمن لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام, فاحتشدت هذه الجموع البشرية من كافة أقطار الأرض, في مشهد مهيب يشع بالنور, ويفيض بالرحمة, فأصبح الحج موسماً للسلام, ورسالة ضد الإرهاب والإفساد في الأرض. وأضاف إن أبنائكم يا خادم الحرمين الشريفين في ميادين العمل يواصلون الليل بالنهار, لخدمة ضيوف الرحمن تنفيذاً لتوجيهاتكم السامية بالتفاني في خدمة حجاج البلد الحرام , ما لانت لهم عزيمة , ولا ضعفت لهم همة , في عمل تكاملي رفيع تتظافر فيه كافة الأجهزة والمؤسسات تنعكس في الخدمات الجليلة , والمشاريع العظيمة , التي ستظل علامة فارقة لهذا العهد المضيء في عمارة الأماكن المقدسة , والعناية بضيوف الرحمن. ثم ألقى وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي في جمهورية موريتانيا الإٍسلامية أحمد ولد أهل داود، كلمة الضيوف، قدم فيها باسمه ونيابة عن رؤساء وفود الدول الإسلامية في موسم الحج التهنئة بعيد الأضحى المبارك لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده الأمين، مشيداً بمستوى التنظيم المتقن لهذا الموسم الذي شكل إضافة نوعية في سلسلة نجاحات المملكة في تنظيم الحج ، حيث حظي ضيوف الرحمن بكل أشكال الرعاية ، مما مكنهم من تأدية مناسك هذه الشعيرة بكل راحة واطمئنان ، مؤكداً أن هذا هو نهج المملكة القويم على مر العصور، حيث ظلت وجهة لكل الدول الإسلامية ومحجة للمسلمين من مختلف أصقاع العالم ليعيشوا في أحضان هذا الشعب المضياف والأصيل. وقال: لقد شهدت المملكة العربية السعودية قبلة المسلمين رعاية متميزة كان لها الفضل في احتضان الأعداد الكبيرة من الحجاج والمعتمرين، وخاصة في عهدكم الميمون خادم الحرمين الشريفين، وأبدعتم في تذليل الصعاب وأسستم لتنمية فعالة، وجعلتم خدمة الحجيج في مقدمة الأولويات، ورسمتم خططاً ناجعة لتأمينهم وتفويجهم بانسيابية وانتظام. مما أتاح الفرصة لأعداد كبيرة من الشعوب الإسلامية كافة، لتأدية فريضة الحج بصدرٍ رحب وتقدير واحترام، وكانت جهودكم جبارة في خدمة الإسلام والمسلمين وإصلاح ذات البين بين المسلمين، وجمعهم على كلمة سواء، وظلت أرضكم المباركة منارةً شامخة للعلم والسلم والتسامح تأسياً بمبادئ ديننا الحنيف المؤسس على الوسطية والاعتدال والعدل والمساواة، ونسجتم علاقات طيبة مع مختلف الشعوب.