فاز الاتحاد العام لطلبة تونس الذي يعتبر يسارياً تاريخياً، في الانتخابات في الجامعات والمجالس العلمية بفارق كبير أمام الاتحاد العام التونسي للطلبة الذي يمثل التيار الإسلامي، حسبما أفاد مصدر نقابي أمس الجمعة. وأكد موقع الاتحاد العام لطلبة تونس فوز مرشحيه بالانتخابات التي جرت الخميس الماضي، حيث حصلوا على 250 مقعدا من أصل 284 في حوالي أربعين مؤسسة جامعية. وصرح أمين عام الاتحاد، علاء زعتور، بأن الانتصار يعد تاريخيا، وأضاف أن المؤسسات الجامعية التي تضم أكثر من أربعة آلاف طالب صوتت بالإجماع لصالح الاتحاد، ففي كلية الآداب في منوبة قرب العاصمة أحرز الاتحاد العام للطلبة المقاعد الثلاثة كلها. وكانت نتيجة الانتخابات في هذه المؤسسة على الأخص منتظَرة، نظرا إلى عدد من الأحداث في الأشهر الثلاثة الأخيرة، ويتعلق الأمر بمجموعة من الطلاب الإسلاميين والسلفيين طالبت بالسماح بالنقاب في الدروس والامتحانات. وأعلن الإسلاميون نهاية حركتهم داخل كلية الآداب في منوبة في ال 8 من مارس الجاري، بعد حادثة صدمت التونسيين عندما حاول سلفي استبدال العلم التونسي بعلم أسود قيل أنه يرمز إلى السلفيين. وكانت حركة النهضة ذات التوجُّه الإسلامي حققت أكثرية في انتخابات المجلس التأسيسي وشكلَّت الحكومة برئاسة حمادي الجبالي، في أول اقتراع تشهده البلاد بعد سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وهو الفوز الذي أحدث حالة من الجدل السياسي الواسع في تونس المعروفة بنزعتها العلمانية. كما نشطت التجمعات السلفية التونسية في الفترة الأخيرة وسط مخاوف التيارات الليبرالية واليسارية من تأثيرهم سلباً على مدنية الدولة.