بعيداً عن النظريات العلمية لكيفية دراسة فكرة معينة، دعنا نتناول ذلك ببساطة. أولاً ماذا نقصد بالفكرة: الفكرة هي تصور لأمر ما يحتاج لخطة وآلية عمل وقدرة على إيجاد البدائل النابضة للوصول لنتيجة مرضية أو ممتازة. الفكرة تصبح قيمة إن تحولت إلى مشروع عمل، واستطاع صاحبها أو أصحابها ترجمتها للواقع. ولكون الأفكار هي جزء لايتجزأ من كينونة الحياة ولها صلة مباشرة بميول الأشخاص وطموحاتهم ولها تأثير في المجتمع المحيط، لهذا فأول وسائل نجاح الفكرة بل وأهمها هي دراستها، لأن الدراسة تبني القواعد ومهما اختلفت الأعمدة التي تقوم على تحقيقها فقوة الفكرة الأساسية تدعمها لتستمر. لهذا نضع الأولوية للدراسة قبل أي أمر آخر. وحتى نصبح منطقيين في هذه الدراسة لابد أن نأخذ بعين الاعتبار عدة طرق ووسائل، ومنها الإنصات الجيد لأفكار وتجارب الآخرين بهدف عدم إضاعة الوقت في نتائج متكررة. كما أن القراءة حول موضوع الفكرة مفيد لتعميقها وفهمها. فالأفكار عادة تنمو في عقولنا بكرا متحمسة مليئة بالطاقة، لهذا فالقراءة تهذبها وتوجهها التوجيه الصحيح. الأفكار المضادة قد تكون أيضاً حافزاً لتأصيل أفكارنا وفهمها والقدرة على توصيلها للآخرين، والمضادة يعني تلك الأفكار التي تنحو منحى معاكسا لأفكارك فتصيبك أحياناً بالتردد والقلق حول مصداقية أو قيمة مالديك. التجربة جزء مهم من دراسة الفكرة وإمكانية تحقيقها ولهذا فمعظم العلماء يلجأون لعديد من التجارب الفاشلة حتى يصلوا للبديل الأفضل لتحقيق مالديهم من أفكار. منح مساحة للمناقشة مع أشخاص مهتمين لأنها أحياناً تفيد في تصويب اتجاه معين نتجه إليه معاكس لما نريد تحقيقه. غير أننا لايجب أن نغفل جانباً مهماً وهو أن الشخص نفسه قد يختار وسائل وطرقا مبدعة لدراسة أفكاره وتضيف لكل ماسبق، ولاقصور في ذلك مادامت الغاية ستتحقق بمشيئة الله.